من الملعب إلى البرلمان.. هل يحسم نجوم الكرة "بطاقة العبور" في انتخابات 2026؟

في الوقت الذي يتأهب الجميع للانتخابات البرلمانية 2026، تكشف الأحزاب الكبرى عن وجوه جديدة وخطط غير تقليدية، هذه المرة، لا ترتكز التحركات على شعارات كبرى أو وعود اقتصادية فقط، بل على وجوه مألوفة لمحبي كرة القدم، ونجوم سكنوا قلوب الجماهير قبل أن يتحولوا إلى أدوات فاعلة في اللعبة السياسية.
بطاقة التأهل إلى البرلمان 2026
بين قاعات الاجتماعات الحزبية وملاعب الكرة، تتشكل خريطة انتخابية جديدة، إذ باتت الرياضة، وتحديدا "كرة القدم" بوابة ذهبية للأحزاب نحو شرائح واسعة من الناخبين، خاصة الشباب، فمن يملك الحضور في المدرجات، يمكنه أن يترجم ذلك الحضور إلى أصوات في صناديق الاقتراع.

الرياضة بوابة الجبهة الوطنية
"الرياضة بوابة الجبهة الوطنية إلى القلوب".. بهذه العبارة اختار طاهر أبو زيد، وزير الرياضة الأسبق وأمين أمانة الرياضة بحزب "الجبهة الوطنية"، أن يلخّص استراتيجية حزبه في المرحلة المقبلة. كلمات ليست مجازية، بل تعكس تحولًا فعليًا في فهم الأحزاب لأدوات التأثير الناعم.

في أول اجتماع رسمي لأمانة الرياضة بحزب الجبهة الوطنية بعد الإعلان عن تشكيلها، رسم أبو زيد ملامح المرحلة القادمة بناء شبكة حزبية تمتد إلى القاعدة الشعبية من خلال الرياضة، باعتبارها وسيلة تواصل اجتماعي فعّالة، تعكس نبض الناس، وتعيد ربطهم بالحياة السياسية.
ويؤمن قادة "الجبهة الوطنية" أن الرياضة بمفهومها الواسع لا تُنتج أبطالًا فقط، بل جمهورًا وولاءً، لذلك يسابق الحزب الزمن لتشكيل أماناته الرياضية في المحافظات، اعتمادًا على خطاب عاطفي، وتنظيم يستثمر في الشعبية، لا في الصياغات النظرية.
نجوم الكرة في قلب اللعبة السياسية
لكن الجبهة ليست وحدها في هذا الميدان. أحزاب كبرى مثل "مستقبل وطن"، و"حماة الوطن"، و"الشعب الجمهوري"، تخوض المنافسة بذات الأدوات. التحول لافت، فمنهم نجوم يملكون مهارات بدنية ومهارات تهديف، إلى شخصيات يراهن عليها لتسجيل أهداف في صندوق الانتخابات.

مستقبل وطن ينافس الجبهة
"مستقبل وطن" صاحب الأغلبية البرلمانية اعتمد تكتيكًا دفاعيًا؛ دعم تشكيلاته بعدد من نجوم خط الدفاع، مثل وائل جمعة، شريف عبد الفضيل، ومحمود فتح الله، بينما فضّلت "الجبهة الوطنية" اللعب بأسلوب هجومي بحت، حيث دفعت برباعي هجومي ثقيل: عماد متعب، حازم إمام، حسام غالي، وأحمد حسن، الهدف واضح هو الفوز بثقة الجمهور الرياضي، الذي يشكل النسبة الأكبر من الشباب، والشريحة الأهم انتخابيا.

من الشغف إلى الشرعية الشعبية
يرى بعض الخبراء السياسيون أنن إدماج نجوم الرياضة في العمل الحزبي ليس قررا عشوائيًا، بل جزء من قراءة ذكية لمزاج الشارع. فالجماهير تميل إلى الشخصيات التي عرفتها في لحظات النصر والانفعال، وتثق فيها أكثر من الساسة التقليديين، هذا ما أكده اللواء رفعت قمصان، نائب رئيس الأمانة الفنية بالجبهة الوطنية، مشيرا إلى أن الرياضة لم تعد ترفا ترفيهيا، بل أحد أدوات إعادة الثقة في العمل العام، خاصة بين فئات فقدت الإيمان بالسياسة.
خارطة متغيرة.. وتكتيكات حزبية جديدة
التحولات لم تتوقف عند "الجبهة" و"مستقبل وطن". في خطوات متزامنة، أعلن "حماة الوطن" عن تعيين الإعلامي الرياضي المعروف محمد شبانة أمينًا للأمانة المركزية للشؤون الرياضية، فيما اختار "الشعب الجمهوري" الكابتن إسماعيل موسى، رئيس اتحاد شمال إفريقيا للخماسي الحديث، لتولي المنصب ذاته، والهدف من كل ذلك هو خلق مساحات تواصل جديدة، والتعامل مع الانتخابات باعتبارها منافسة داخل الملاعب الجماهيرية لا مجرد معركة تحت القبة النيابية.

ووفق لمصادر لـ«تفصيلة" فإن هناك توجها لتوسيع هذه الاستراتيجية في الأشهر المقبلة قبل بدءا الانتخابات البرلمانيةة، عبر ضم عدد إضافي من نجوم الرياضة والإعلام الرياضي إلى الصفوف التنظيمية للأحزاب، سواء في مواقع الأمانة أو عضوية الهيئات العليا.
تحالفات على خط النار
وفي موازاة هذا الحراك الرياضي - السياسي، تتحرك عجلة التشريعات داخل أروقة البرلمان يجري حاليًا الانتهاء من مشروعات القوانين المنظمة للانتخابات، تمهيدًا لإصدارها قريبًا، ما يضيف بعدًا من الاستعجال إلى تحركات الأحزاب.
أحزاب المعارضة تتحالف ضد النجوم
في المقابل، أعلنت أحزاب المعارضة الديمقراطية: "المصري الديمقراطي"، و"الإصلاح والتنمية"، و"العدل"، عن تأسيس تحالف "الطريق الديمقراطي" لخوض الانتخابات على كافة المقاعد الفردية، بهدف تقديم خطاب سياسي جديد يستجيب لطموحات المواطنين.