رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

أزهري يحذر من أكل ميراث الأخت: يحرمك من نصيبك في الجنة

الورث
الورث

في ظل أجواء العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والتي تشهد أعمالًا صالحة وتأدية لشعيرة الأضحية التي تعتبر من أعظم سنن النبي صلى الله عليه وسلم، يكثر الحديث عن أهمية هذه الأيام المباركة والعبادات المرتبطة بها، إلا أن هناك جانبًا عمليًا وروحيًا يجب ألا يغفل عنه المسلمون في هذه الأيام، ألا وهو معنى التضحية الحقيقي، الذي يتجاوز مجرد ذبح الأضحية وتوزيع لحومها.

أكل ميراث الأخت

وقال الدكتور أحمد تركي، عالم أزهري وأمين الشؤون الدينية بحزب حماة الوطن إن الخطاب الديني المعاصر يحتاج إلى إصلاح ليشمل الجانب العملي والخلقي، إلى جانب الشعائري، لتتحقق رسالة الدين كاملة في حياة المسلمين.

وأكد في تصريحات خاصة لموقع "تفصيلة"  أن العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة يجب ألا يقتصر على الصيام وقراءة القرآن والتكبير فقط، بل يجب أن يشمل الإصلاح الاجتماعي والمعاملات المالية والأخلاقية، لأن كثيرًا من المسلمين في عصرنا يلتزمون بالشعائر الظاهرة وفي الوقت نفسه يخالفون مبادئ الدين في حياتهم اليومية، مثل أكل ميراث أخته، والخصام مع الأقارب، والغش في الكيل والميزان.

وأضاف أن الأضحية ليست مجرد ذبح لحوم وتوزيعها، بل هي في الأصل مدرسة تعلم الإيثار والتضحية الحقيقية، وهي فرصة لأن يضحي الإنسان من ماله ووقته وجهده لمساعدة المحتاجين، مثل تفريج كرب الغارمين، وعلاج المرضى، وإعانة الأيتام، وإقامة المشاريع الصغيرة للفقراء.

وأوضح أن هناك جمعيات خيرية تقوم بجمع صكوك الأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء، وهذا يكفي لإتمام شعيرة الأضحية نيابة عن الجميع، لكن الأهم هو ألا تغيب عن أذهاننا ضرورة تطبيق روح الأضحية في المساعدة العملية للمحتاجين، خاصة في ظل ظروف العصر ومتطلبات الناس التي تتجاوز مجرد تناول اللحوم.

ونوه الدكتور أحمد تركي أن  الدين الإسلامي يحث على العدل والرحمة بين أفراد الأسرة، ومن أهم مبادئ الشريعة حفظ حقوق النساء في الميراث، وأن أكل ميراث الأخت حرام شرعًا ويعد ظلمًا كبيرًا ينال الإنسان جزاءه في الدنيا والآخرة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فقد انتزع ميراثه من الجنة"، مؤكدا  أن احترام ميراث الأخت واجب، لأن ذلك يحقق التكافل الأسري ويرسخ قيم المحبة والعدل بين الإخوة، وهو من مظاهر التضحية الحقيقية التي يجب أن نتحلى بها في حياتنا.

واختتم حديثه:«الانتهاك في حق ميراث المرأة ينعكس سلبيًا على الأسرة والمجتمع، فالقرآن الكريم بين بوضوح أن نصيب الذكر مثل نصيب الأنثى، وهذا لا يقلل من حق المرأة بل يؤكد على أهمية الموازنة بين الحقوق والواجبات، كما أن  صلة الرحم واجبة حتى في حالة وجود نزاعات أو مطالبات بحقوق الميراث، لأن الخصام على الميراث لا يجب أن يقطع الروابط الأسرية، بل يجب أن تُدار الأمور بالحكمة والرحمة، مستدلاً بأن الإسلام دعا إلى العدل والتكامل الاجتماعي، بعيدًا عن الأنانية وأكل حقوق الآخرين".

 

تم نسخ الرابط