رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

"حرق الأطفال نياما".. تفاصيل مجزرة قوات الاحتلال داخل مدرسة نازحين بغزة

جانب من المجزرة
جانب من المجزرة

في واحدة من أكثر الجرائم دموية منذ بدء العدوان، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث استهدفت غارة جوية مدرسة فهمي الجرجاوي المخصصة لإيواء النازحين في حي الدرج، وسط مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح خطيرة، بحسب ما أفادت به وكالات أنباء دولية وشهود عيان.

نيامًا.. والدمار فوقهم

وقعت الغارة الإسرائيلية في ساعة متأخرة من مساء أمس، بينما كان عشرات النازحين يحتمون داخل المدرسة وخيامها المقامة في الساحة الخارجية، ومعظمهم من الأطفال والنساء الذين فرّوا من مناطق القتال جنوب القطاع، حيث أكد بعض الشهود من خلال فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي أن القصف وقع دون سابق إنذار، وتسبب في اندلاع حرائق هائلة داخل المدرسة، ما أدى إلى تفحم الجثث وتقطع أوصال الضحايا.

أشلاء وحرائق.. وصراخ الطفولة 

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريح نقلته وكالات أنباء، أن طواقم الإنقاذ انتشلت حتى الآن 20 جثة متفحمة، مشيرًا إلى وجود عدد غير معروف من المفقودين تحت الأنقاض، كما  أن "كثافة النيران وقوة الانفجار" أعاقت عمليات الإخلاء، في وقت تعمل فيه طواقم الإنقاذ بأدوات محدودة وسط دمار هائل.

وتُظهر مشاهد مصورة تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي طفلة تحاول النجاة وسط ألسنة اللهب، بعد أن استُشهد معظم أفراد عائلتها، في مقطع أثار موجة من الغضب العالمي والدعوات لمحاسبة المسؤولين عن هذا "الخرق الجسيم للقانون الدولي الإنساني".

12 شهيدًا في كيس واحد

أحد المسعفين أبلغ وكالة الصحافة الفرنسية بأن "سيارة إسعاف واحدة نقلت أربعة أكياس فقط، كانت تحتوي على أشلاء 12 شهيدًا، كما أننا لم نعد قادرين على التمييز بين الضحايا بسبب شدة الحروق والدمار، هذه مجزرة".

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المدارس والملاجئ والمستشفيات، رغم معرفة الاحتلال بأنها تضم نازحين مدنيين.

صمت دولي ومطالب بالتحقيق

رغم بشاعة المجزرة، لم تصدر حتى اللحظة إدانات دولية قوية أو دعوات فاعلة لتحقيق مستقل في المجزرة، ما يفتح الباب مجددًا أمام التساؤلات حول معايير العدالة الدولية في التعامل مع جرائم الحرب، خاصة في ظل تكرار استهداف المدنيين والأطفال خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ شهور.

تم نسخ الرابط