القصة الكاملة لـ"الشيطان الأبيض" مغتصب الأطفال في فرنسا: تحرش بـ299 طفلاً تحت تأثير المخدر

في واحدة من أبشع القضايا التي عرفها القضاء الفرنسي، تختتم هذا الأسبوع محاكمة الطبيب الجراح السابق جويل لو سكوارنيك، المتهم بارتكاب مئات الجرائم الجنسية بحق أطفال، في واقعة تصفها الصحافة الفرنسية بأنها "الأكثر رعبًا في تاريخ الطب الفرنسي".
الشيطان الأبيض
لم يكن الطبيب الذي يبلغ من العمر 74 عامًا والمتخصص في الجراحة التجميلية مجرد ممارس للطب، بل تحول مع الوقت إلى وحش صامت، يختبئ وراء المعاطف البيضاء وقَسَم الشفاء، بينما كان يدوّن في دفاتره السوداء تفاصيل جرائم هزت الضمير الإنساني.
أطفال تحت مشرط الجريمة
ويستعرض موقع "تفصيلة" القصة الكاملة للأسرار الخاصة بالطبيب المتهم باغتصاب مئات القاصرين، والتي جاءت -وفق "فرانس 24"- كالتالي:
في ختام محاكمة استمرت ثلاثة أشهر، وقف لو سكوارنيك أمام القضاة بعد اكتشاف جرائمه قائلاً: «لا أطلب رأفة... أطلب فقط أن أستعيد الجانب الإنساني الذي فقدته»، لكنّ كلماته لم تُخفف من فظاعة ما كُشف خلال جلسات المحاكمة، فقد أثبتت التحقيقات اعتداءه جنسيًا على ما لا يقل عن 299 قاصرًا، معظمهم كانوا تحت تأثير التخدير أثناء عمليات جراحية أجراها لهم.
كيف اكتشفت الشرطة جرائمه؟
اللافت أن الشرطة لم تتوصل إلى هذه الأرقام عبر شكاوى الضحايا، بل عبر دفاتر خاصة عُثر عليها داخل منزله عام 2017، خلال تفتيش أجري على خلفية بلاغ من طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات اتهمته باغتصابها، كما كانت الدفاتر بمثابة أرشيف جريمة متكاملة: أسماء، أعمار، عناوين، وملاحظات مفصّلة حول كل طفل، وصولًا إلى أوصاف الاعتداءات التي نُفذت تحت غطاء "الرعاية الطبية".
الشيطان في ثوب طبيب
في مرافعته، وصف المدعي العام ستيفان كيلينبرغر المتهم بأنه "شيطان استغل سلطته الطبية لتدمير براءة مئات الأطفال"، وطالب بالحكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، مع توقيع تدبير احتجاز أمني بعد انقضاء العقوبة، نظرًا إلى الخطورة الدائمة لشخصيته، بحسب تعبيره، كما طالب الادعاء بمنعه نهائيًا من مزاولة أي مهنة طبية أو العمل مع القاصرين، إضافة إلى منعه من امتلاك الحيوانات، نظرًا لما وصفه بـ"ميول بهيمية"، وتجريده من حقوقه المدنية والعائلية لمدة 10 سنوات.
الجريمة حقيقية
من جانبه، لم يحاول محامي الدفاع ماكسيم تيسييه إنكار التهم، بل قال: "موكلي مذنب تمامًا، لكنه لم يطلب الإفلات من العقوبة، بل فقط التقدير بأنه اعترف بكل شيء، ولم يتهرب من مسؤوليته"، كما ذكر المحامي أن موكله يعاني من اضطرابات نفسية عميقة، وأن الدافع وراء هذه الجرائم "ليس المتعة الجنسية فحسب، بل آليات نفسية مشوهة تحتاج إلى علاج".
فرنسا لا تزال تحت الصدمة
أعادت هذه المحاكمة إلى الواجهة قضية الصمت الاجتماعي والمهني حيال جرائم الاعتداء الجنسي على القاصرين في المؤسسات الطبية والتعليمية، ويأمل البعض أن تفتح هذه القضية الباب أمام ضحايا آخرين للإفصاح عمّا تعرضوا له، دون خوف أو خجل.
حكم منتظر وتاريخ يُكتب
من المقرر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي يوم الأربعاء القادم، وسط ترقب واسع من الإعلام والمجتمع الفرنسي، وفي حال صدور الحكم بالسجن مع تدبير أمني لاحق، فستكون هذه واحدة من أثقل الأحكام في تاريخ قضايا الاعتداء الجنسي في أوروبا الغربية.