"ميثاق إنساني يجمع الأديان".. ندوة بالمركز الثقافي القبطي لتأكيد القيم المشتركة

استضاف المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، صباح اليوم الأحد، ندوة موسعة بعنوان "القيم المشتركة للأديان.. نحو ميثاق إنساني"، شارك فيها كوكبة من كبار رجال الدين والمثقفين، في مقدمتهم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كما حضرها الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز، وأدارها الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع "مبتدا".
دعوة للحوار والتماسك المجتمعي
انطلقت أعمال الندوة بعزف السلام الجمهوري، تلاه عرض فكري متنوع ركز على أهمية الحوار بين أتباع الأديان، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، ومواجهة خطابات الكراهية والفتنة التي تهدد استقرار المجتمعات.
وأكد الدكتور سلامة داود، في كلمته، أن العالم بات يعاني من ضجيج الحروب وتراجع صوت العقل، مشددًا على أن الحوار بين الأديان لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة، وأن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس تمثل إحدى أبرز الخطوات في هذا المسار.
وأشار إلى أن تجربة "بيت العائلة المصرية" تمثل نموذجًا عمليًا فريدًا، يجب أن يُحتذى عالميًا، مؤكدًا أن السلام يبدأ بالكلمة الصادقة وينتهي بالعدالة والرحمة.
من جانبه، تحدث الأنبا إرميا عن أهمية عنوان الندوة في ظل الظروف الدولية الراهنة، مستعرضًا سيرة الدكتور سلامة داود ومسيرته العلمية الممتدة في جامعة الأزهر وجامعة أم القرى بمكة، وجهوده الأكاديمية المتميزة في خدمة العلم والدين، مشددًا على أن تصحيح المفاهيم المغلوطة واجب ديني وأخلاقي.
وأشاد بمبادرة الدولة المصرية في تعزيز التعايش، مستشهدًا بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، كرسالة وحدة عالمية من قلب مصر.
أما الكاتب هاني لبيب، فأكد في كلمته الافتتاحية أن الإنسانية جوهر كل دين، وأن الحوار هو الطريق إلى العيش المشترك، مشددًا على أن التماسك المجتمعي مسؤولية جماعية، وأن احترام الآخر ضرورة لا غنى عنها.
فلسطين والقدس.. رمزية العدل ورفض الظلم
وفي رسالة قوية، تناول الدكتور داود قضية فلسطين، مستنكرًا الظلم الواقع على شعبها، ومشددًا على أن القدس عاشت في سلام قرونًا طويلة تحت حكم المسلمين، حيث تعايشت المساجد والكنائس والمعابد في مشهد حضاري وإنساني فريد.
رفض الإساءة للأديان.. والتعليم بوابة السلام
كما أدان رئيس جامعة الأزهر أعمال حرق المصحف في بعض الدول الأوروبية، واصفًا إياها بأنها "أفعال مشينة تستفز مشاعر ملياري مسلم"، داعيًا إلى الاحترام المتبادل بين الشعوب.
وشدد على أهمية التعليم والتنشئة السليمة، مؤكدًا أن اليد العليا في هذا العصر هي يد المعرفة والإنتاج، مشيرًا إلى أن طالب الأزهر هو سفير للتسامح في كل مكان.
واختتم الدكتور داود كلمته بالإشارة إلى البركة التي خص الله بها أرض مصر، مستشهدًا بالعلاقة القرآنية بين "سيناء والزيتون"، ومؤكدًا على دور علماء مصر في تعزيز هذه القيم الربانية والإنسانية.