خدعة باسم "البريد المصري": روابط تسرق أموالك وأنت لا تدري

في زمن تتداخل فيه التكنولوجيا مع كل تفاصيل الحياة، باتت الرسائل النصية تبدو كأنها صادرة من جهات رسمية، حاملةً شعارات مألوفة، ونصوصًا مطمئنة، وروابط مغرية، لكنها في الحقيقة ليست سوى أفخاخ رقمية، تسرق الأموال وتخترق الحسابات.

خلال الأسابيع الماضية، تزايدت شكاوى المواطنين من رسائل تصلهم على هواتفهم المحمولة أو بريدهم الإلكتروني، تحمل شعار "البريد المصري"، وتطلب منهم تحديث بياناتهم أو دفع مصاريف شحن مزعومة، أو تأكيد استلام طرود لم يطلبوها من الأساس، البعض تجاهلها، والبعض الآخر وقع في المصيدة.

"البريد المصري" يدق ناقوس الخطر

في بيان عاجل عن مجلس الوزراء، أكد رصده  لعدد من محاولات الاحتيال الإلكتروني، التي تستهدف المواطنين عبر روابط وهمية، تدّعي أنها تابعة للبريد المصري، وتطلب بيانات شخصية أو مالية تحت ذرائع مختلفة، منها تأكيد شحنة أو تحديث حساب.

البيان أوضح، أن الهيئة لا تطلب أبدًا أي بيانات سرية أو تفاصيل مالية عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، وأن أي محاولة للقيام بذلك تعتبر عملية تصيد إلكتروني خادعة تهدد أمن المواطنين وأموالهم.

وأكدت الهيئة أن رسائل الاحتيال التي ظهرت مؤخرًا مزوّرة ببراعة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى خداع المواطنين باستخدام أسماء رسمية وشعارات حكومية، بهدف النصب وسرقة البيانات والبطاقات البنكية.

"اتصالات النواب": احذروا من هذه الروابط

أطلق النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، تحذيرًا مباشرًا للمواطنين بعد ورود شكاوى عديدة من تعرضهم للاحتيال بسبب هذه الروابط المزيفة.

وقال بدوي إن اللجنة تواصلت مع قيادات البريد المصري والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وأكدوا أن الهيئة لم ولن ترسل أي روابط أو تطلب تحديث بيانات العملاء عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.

وأضاف أن بعض الروابط الاحتيالية تم تصميمها بشكل محترف باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما جعلها تبدو واقعية للغاية، وطالب بالتعاون العاجل مع الجهات المختصة لتتبع مصدر هذه الروابط سواء كانت محلية أو دولية.

خبير دولي يحذر: نحن في مواجهة جيل جديد من النصب الإلكتروني

وفي تعليق خاص، قال المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي لأمن وتكنولوجيا المعلومات، إن هذه الوقائع تؤكد أن الخدمات الرقمية لم تعد رفاهية، بل أصبحت جزءًا من حياة المواطن اليومية، وبالتالي فإن الوعي السيبراني أصبح ضرورة لا تقل عن التعليم والصحة.

وأضاف في تصريح لـ«تفصيلة»، أن انتشار تطبيقات الدفع الإلكتروني وخدمات التوظيف والتعليم عن بُعد يتطلب من الجميع امتلاك قدر من الثقافة التكنولوجية، ليس فقط لاستخدامها، بل لحماية أنفسهم من مثل هذه الهجمات.

وأكد مؤمن أشرف أن جرائم الاحتيال الإلكتروني تطورت، ولم تعد تقتصر على رسائل ركيكة أو روابط مشبوهة، بل أصبحت مدعومة بتقنيات تصميم عالية، وشعارات مقلّدة بدقة، وصفحات وهمية تشبه المنصات الرسمية، ما يضع المواطن غير المدرب في دائرة الخطر.

وحول ما يمكن أن يفعله المواطن، وجه عدد من النصائح وجاءت كالتالي: 

لا تضغط على أي رابط مشبوه حتى لو بدا مألوفًا أو يحمل شعار جهة حكومية.

لا تُدخِل بياناتك البنكية أو أرقام بطاقاتك على مواقع أو تطبيقات لم تتحقق منها بنفسك.

استخدم التطبيقات الرسمية فقط للبريد المصري، مثل التطبيق الرسمي أو الموقع الإلكتروني.

أبلغ فورًا عن أي محاولة احتيال عبر الخط الساخن للبريد المصري 16789.

احذر من الرسائل التي تطلب رسوم شحن أو تحديث بيانات بدون سبب واضح.