هشام طلعت مصطفى.. المصري الوحيد بين كبار العقارات في الشرق الأوسط
خازن جنات الأثرياء.. كيف تمددت إمبراطورية هشام طلعت العقارية؟

في صباح صيفي مشمس من عام 1980، كان شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره يجلس على أحد مكاتب شركة صغيرة مملوكة لوالده، لم يكن الشاب اليافع هشام طلعت مصطفى وقتها يعلم أن تلك اللحظة ستكون بداية رحلة استثنائية، ستحوّله بعد أربعة عقود إلى أحد أعمدة قطاع العقارات في الشرق الأوسط، وأن اسمه سيتصدر لاحقًا قوائم فوربس لأكثر المطورين العقاريين تأثيرًا في المنطقة.
كيف تمددت إمبراطورية هشام طلعت العقارية؟
كان هشام طلعت مصطفى في ذلك التوقيت لم ينتهي بعد من دراسته الجامعية، لكنّه اختار ألا يكون مجرد امتداد طبيعي لاسم كبير، بل قرر أن يصنع لنفسه بصمة خاصة، قائمة على مشروع عمراني ذكي، يتجاوز بناء الأبراج إلى بناء مجتمعات متكاملة تحول السكن إلى فلسفة خاصة بالحياة.. ويستعرض موقع « تفصيلة» قصة صعود رجل الأعمال المصري في سطور تُلخص كيف تمددت إمبراطوريته، وجاءت كالتالي:

مدينتي: هنا بدأ الحلم الكبير
في منتصف التسعينيات، كان قطاع العقارات المصري يعيش على نمط تقليدي، مشروعات سكنية محدودة في أطراف المدينة، وتكدّس داخلها، إلا أن هشام طلعت مصطفى رأى ما لم يره كثيرون، ليقرأ مبكرًا مستقبل المدن، فبدأ في تخطيط أول نموذج لمجتمع سكني متكامل: مدارس، خدمات، مساحات خضراء، حراسة، وأسلوب حياة مختلف.
فولدت "الرحاب"، ومنها "مدينتي"، ثم "سيليا" في العاصمة الإدارية الجديدة، ولم يعد اسم مجموعة طلعت مصطفى مجرد شركة تطوير، بل أصبح عنوانًا لطراز حياة.
نور.. مدينة بمواصفات الحلم
عام 2021، دشنت المجموعة مشروع "نور"، وهو أحد أضخم المشروعات السكنية الخاصة في تاريخ مصر، بتكلفة استثمارية تصل إلى 500 مليار جنيه، يضم أكثر من 140 ألف وحدة سكنية، المشروع لم يكن توسعًا جغرافيًا فقط، بل توسعًا في الفكرة مدينة ذكية تعمل بتقنيات متقدمة، قريبة من العاصمة الإدارية، ومبنية على أسس من الاستدامة والتكامل.

الرياض: طريق إمبراطورية لا تنام
في عام 2024، لم تعد حدود المجموعة تقف عند القاهرة أو الساحل الشمالي إذ فتحت المجموعة بوابة الخليج بمشروع "بنان" السكني في العاصمة السعودية الرياض، ليكون أول امتداد فعلي لمجموعة طلعت مصطفى في السوق السعودي، بخطوات محسوبة ورسالة واضحة العقارات المصرية تستطيع المنافسة خارج الحدود، ليأتي المشروع السعودي ضمن خطة توسع إقليمي، مدروسة بدقة، وتحمل روح "مدينتي" وتفاصيل "نور"، لكن بخصوصية السوق السعودي ورغبات مستهلكيه.

فوربس تشهد.. والمركز الرابع في الشرق الأوسط
في أبريل 2025، اختارت مجلة "فوربس الشرق الأوسط" هشام طلعت مصطفى في المركز الرابع بقائمة أقوى المطورين العقاريين في المنطقة، ليكون المصري الوحيد ضمن العشرة الأوائل، هذا التقدير لم يكن مفاجئًا لمن يراقب الأرقام، مبيعات تجاوزت نصف تريليون جنيه، أكثر من 29 ألف وحدة مباعة خلال عام، ونمو بلغت قيمته 10 مليارات دولار في 2024 فقط.

الفنادق التاريخية
لم تكتف مجموعة طلعت مصطفى بالإسكان، إذ رفعت الشركة حصتها في "شركة الفنادق التاريخية" إلى 51% مقابل مليار دولار. استحوذت بذلك على 7 فنادق أيقونية، ورفعت الطاقة الفندقية إلى 5 آلاف غرفة، ما ساهم في زيادة عائدات قطاع الضيافة بنسبة 225% خلال عام واحد فقط.

ساحل بلمسة عالمية
وفي الساحل الشمالي، أطلقت المجموعة مشروع "ساوث ميد" السياحي، بتصميمات هندسية عالمية، ومفاهيم خدمية تقترب من المنتجعات الدولية، ليعكس المشروع تحولا في عقلية الاستثمار العقاري، فلم تعد الشقة أو الفيلا نهاية المطاف، بل أصبح أسلوب الحياة، والخدمات، والتجربة الكاملة هي المنتج الحقيقي.
محفظة بالنهاية وطموح لا تتوقف
اليوم، تمتلك مجموعة طلعت مصطفى محفظة أراضٍ تبلغ 107 ملايين متر مربع، وهو رقم غير مسبوق لشركة خاصة في مصر، هذا الامتداد الجغرافي الواسع يعكس ما هو أعمق: شبكة معقدة من التخطيط، الدراسات، التمويل، والجرأة.
وتعد قصة هشام طلعت رواية معمارية متكاملة، بدأت من مكتب صغير مع والده، مرورًا بسنوات من التعلم والتخطيط، وصولًا إلى مدن تتحدث لغتها الخاصة.