مركز إقليمي للطاقة.. صفقات غاز ضخمة بين مصر وقطر (فيديو)

ما قصة امتياز الدوحة في الأراضي المصرية؟
في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجهها أسواق الطاقة العالمية، تتحرك مصر بخطى مدروسة نحو تحقيق أمنها الطاقي، من خلال شراكات استراتيجية واعدة، أبرزها التعاون الجديد مع دولة قطر في قطاع الغاز الطبيعي.
أعلن المهندس كريم بدوي، وزير البترول المصري، عن اتفاقيات مرتقبة مع قطر لتنفيذ مشروعات مشتركة في مجال الغاز الطبيعي، وتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال إلى مصر، في خطوة تهدف إلى تأمين احتياجات السوق المحلية وضمان استقرار الإمدادات.
شراكة تتجاوز حدود التوريد
خلال زيارة رسمية للدوحة، التقى الوزير المصري نظيره القطري المهندس سعد شريدة الكعبي، رئيس مجلس إدارة "قطر للطاقة"، حيث جرى بحث عدد من ملفات التعاون، منها تطوير مشروعات إسالة الغاز، وتحديث البنية التحتية للطاقة، وتوسيع آفاق الاستثمارات القطرية داخل مصر.
لكن هذه الاتفاقيات لا تقتصر على استيراد الغاز فقط، بل تشمل استثمارات مباشرة لقطر للطاقة في الأراضي المصرية، خاصة في البحر المتوسط، حيث تمتلك الشركة مناطق امتياز كبرى، وتعمل بالشراكة مع شركات عالمية مثل "إكسون موبيل" في مواقع واعدة مثل "نفرتاري" و"كايرو" و"شمال مراقيا".
مصر مركز إقليمي للطاقة
تسعى مصر إلى تعزيز موقعها كمركز إقليمي للطاقة من خلال محورين رئيسيين:
- زيادة الإنتاج المحلي عبر تكثيف عمليات الحفر والاستكشاف.
- الانفتاح على استثمارات أجنبية استراتيجية، مثل تلك التي تقدمها قطر.
هذا التعاون من شأنه أن يُحسّن من أداء الشبكة الكهربائية، ويُقلّل من فترات الانقطاع، ويضمن استمرار عمل المصانع، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويحمي المستهلك من تقلبات الأسعار.
آفاق التعاون تتجاوز الحدود
لم تقتصر المباحثات على مشروعات الغاز، بل شملت كذلك عرض فرص استثمارية في قطاعات البتروكيماويات والطاقة المتجددة داخل مصر، إلى جانب بحث سبل مشاركة الشركات المصرية في مشروعات الطاقة القطرية، بما يُعزز فرص العمل والتبادل الاقتصادي.
دور إقليمي فاعل في منتدى الغاز العالمي
تدعم هذه الاتفاقيات التنسيق المشترك داخل منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، الذي يضم مصر وقطر ضمن أعضائه، ويمثل أكثر من 70٪ من احتياطات الغاز العالمية.
ويسعى البلدان إلى توحيد مواقفهما داخل المنتدى لتفعيل دورهما في تشكيل سياسات وأسعار الطاقة العالمية.
أولوية وطنية
في وقت تعاني فيه دول عدة من نقص حاد في الطاقة، تعمل مصر على تأمين استقرارها الطاقي من خلال شراكات مدروسة، يأتي التعاون مع قطر في صدارتها.
ومع امتلاك قطر لثاني أكبر احتياطي غاز في العالم، وخبرة فنية متقدمة، تبدو هذه الشراكة بمثابة خطوة استراتيجية نحو تحقيق أمن طاقي مستدام واقتصاد أكثر مرونة وعدالة.