مفتي الجمهورية: الأزهر منارة المصلحين.. وراية التجديد لن تسقط

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأزهر الشريف كان وما زال منارة رائدة في صناعة المجددين والمصلحين، مستندًا إلى مناهجه العلمية الرصينة، وشيوخه الأجلاء الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الدين والأمة، مشيرًا إلى أن صناعة المصلحين بالأزهر تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: تدريس منهج علمي متين، وتعزيز التكامل المعرفي بين العلوم، ورعاية المتميزين من أبناء الأزهر.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الأول "الأزهر وصناعة المصلحين"، الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدكتور محمد البهي يُعد أحد النماذج الإصلاحية البارزة التي أنجبتها مؤسسة الأزهر، وامتدادًا طبيعيًا لمدرسة التجديد التي أسسها الإمام محمد عبده، موضحًا أن مسيرته الفكرية والإصلاحية تشكّلت منذ التحاقه بالمعاهد الأزهرية وحتى حصوله على الدكتوراه من ألمانيا، وكانت كتبه ومؤلفاته مرجعًا مهمًّا في مواجهة الفكر المادي والمذاهب الهدامة وتقديم الإسلام كنظام متكامل لمعالجة قضايا المجتمع.
وأكد فضيلته أن الدكتور البهي قدّم مشروعًا إصلاحيًا متكاملًا، تمثل في تفنيد مزاعم الماركسية، والرد على دعاوى العلمانية، وتأكيد قدرة الإسلام على معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال كتبه مثل: "تهافت الفكر المادي"، "الإسلام في حلّ مشاكل المجتمعات"، "الإسلام والاقتصاد".
وشدد فضيلة المفتي على أهمية الاستثمار في صناعة المصلحين، من خلال تأهيل الشباب علميًا وفكريًا ومجتمعيًا، وتضافر جهود المؤسسات الدينية والمدنية، لمواجهة المتغيرات وتقديم خطاب ديني عصري يحافظ على الثوابت وينفتح على العصر.
وفي ختام كلمته، دعا بالرحمة للدكتور محمود توفيق – رحمه الله – مشيدًا بدوره في دعم هذا اللقاء العلمي المهم، مؤكدًا أن قضايا الإصلاح في الأزهر ليست عابرة، بل هي مسيرة ممتدة عبر الزمان والمكان، تستمد قوتها من تراث راسخ وواقع متغير، وأن الموقف الأزهري من القضية الفلسطينية، وخصوصًا مأساة غزة، خير شاهد على استمرار هذا النهج الإصلاحي الأصيل.