وقعوا في بعض.. ظهور بوادر انقسام بين ترامب ونتنياهو

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن بوادر انقسام بدأت تظهر الآن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن كانا على وفاق.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إنه عندما التقى نتنياهو بترامب في البيت الأبيض في فبراير الماضي، بدا الرجلان على وفاق ، وبعد شهرين، وفي زيارة أخرى للبيت الأبيض، جلس نتنياهو بصمت شبه تام بجانب الرئيس لأكثر من نصف ساعة، بينما كان ترامب يُسهب في الحديث عن مواضيع لا علاقة لها بإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك الاجتماع، الشهر الماضي، أبرز تنامي الخلاف بين ترامب ونتنياهو، اللذين يتزايد اختلافهما حول بعض أهم القضايا الأمنية التي تواجه إسرائيل.
وأوضحت أنه مع توجه ترامب هذا الأسبوع إلى الشرق الأوسط في أول جولة خارجية رئيسية له، رفض الرئيس الأمريكي، حتى الآن، رغبة نتنياهو في القيام بعمل عسكري مشترك للقضاء على القدرات النووية لطهران ، وبدلا من ذلك، بدأ ترامب محادثات مع إيران، تاركا نتنياهو يُحذر من أن "اتفاق سيئ أسوأ من عدم التوصل إلى اتفاق".
وأعلن ترامب الأسبوع الماضي عن اتفاق مع الحوثيين في اليمن لوقف الغارات الجوية الأمريكية ضد المسلحين. وجاء هذا النبأ من الرئيس الأمريكي، الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه مفاجأة لنتنياهو، بعد أيام فقط من ضرب صاروخ حوثي للمطار الرئيسي في تل أبيب.
وبحسب الصحيفة، ثمة بعض الدلائل على وجود انقسام بشأن غزة. فلا يزال مبعوثو ترامب يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، على الرغم من دعمه الكبير لسلوك نتنياهو في الصراع، وعدم توجيهه أي انتقادات علنية تقريبا لقصف إسرائيل المتزايد وحصارها للغذاء والوقود والأدوية منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين.
وقالت النيويورك تايمز إن نتنياهو أعلن عن خطط لتصعيد الحرب، في الوقت الذي يواصل فيه مبعوثو ترامب البحث عن مسار دبلوماسي جديد لإنهاء الصراع. لكن ترامب لم يوجه انتقادات حادة لنتنياهو كما فعل سلفه جو بايدن طوال العام الأول من الحرب في غزة.
وبحسب الصحيفة، تختبر اللحظة الحالية العلاقات بين الرجلين، فكلاهما مثير للانقسام سياسيا، ولديهما غرور مبالغ فيه. وقد أصبح الأمن على المدى القصير والطويل على المحك في منطقة مزقتها الحرب لفترة طويلة.
ويقول المحللون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة إن تغيير مسار التاريخ هناك يعتمد جزئيا على كيفية قيام ترامب ونتنياهو بإدارة خلافاتهما خلال فترة من التحولات الجيوسياسية الكبرى.
وذكر البيت الأبيض أن ترامب ليس لديه خطط لزيارة إسرائيل في رحلته إلى المنطقة هذا الأسبوع، على الرغم من أن مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل قال إن الرئيس الأمريكي سيزور إسرائيل بحلول نهاية العام، ويمثل هذا تغييرا عن فترة ترامب الأولى، حين شملت أولى رحلاته الخارجية إسرائيل، بالإضافة إلى توقف في المملكة العربية السعودية وأجزاء من أوروبا.
وبحسب الصحيفة، لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيواجه ترامب الحرب في غزة أثناء وجوده في الشرق الأوسط.
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن بعض عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما لا يزالون محتجزين في غزة تعمل سرا لحث ترامب على استغلال زيارته إلى الشرق الأوسط كفرصة للضغط على نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، بدا ترامب أقل انخراطا في محاولة حل النزاع بعد أن تفاخر في فبراير الماضي برؤيته الكبرى المتمثلة في إنشاء "ريفييرا غزة" بمجرد تهجير جميع الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ويرى محللون أن نتنياهو لن يتراجع، حتى لو ضغط عليه ترامب لإنهاء الحرب قبل أن يقضي الجيش الإسرائيلي على حماس ويعيد جميع الرهائن.