مونوريل العاصمة الإدارية.. وسيلة حضارية تنهي معاناة المواصلات

مع اقتراب تشغيل المرحلة الأولى من مشروع مونوريل العاصمة الإدارية، تتهيأ مصر لدخول عصر جديد في مجال النقل الحضري الحديث، عبر وسيلة مواصلات تجمع بين السرعة والأمان والراحة والحداثة، وتُعد واحدة من أهم الحلول الذكية لفك الاختناقات المرورية، وتسهيل الوصول إلى المناطق الحيوية والمعالم السياحية في العاصمة الإدارية والقاهرة الكبرى.

وسيلة حضارية تنهي معاناة المواصلات

يمتد مونوريل العاصمة من محطة الاستاد بمدينة نصر، حتى مركز السيطرة بالعاصمة الإدارية بطول 56.5 كم، ويضم 22 محطة، ويُنفذ من خلال تحالف شركات "ألستوم – أوراسكوم – المقاولون العرب"، ويتميز هذا القطار بأنه يعمل دون سائق، ويتم التحكم فيه بالكامل من خلال وحدة تحكم مركزية متطورة.

منظومة متكاملة لراحة الركاب

تُعد المحطات تحفة هندسية مجهزة لخدمة كافة فئات الركاب، حيث تضم بين 12 إلى 14 سلما متحركًا وعاديًا، إلى جانب ما لا يقل عن 4 مصاعد بكل محطة، وتتوفر بها مسارات مخصصة لذوي الهمم، خاصة المكفوفين وضعاف البصر، تُمكّنهم من التنقل بحرية وأمانK كما توجد شاشات إلكترونية لعرض مواعيد الرحلات، ونظام نداء صوتي، وأبواب زجاجية فاصلة بين الرصيف والقطار لزيادة مستوى الأمان.

تخفيف الزحام وربط العاصمة بالمجتمعات العمرانية الجديدة

أحد أبرز أهداف المونوريل هو فك الزحام المروري المزمن بمحاور القاهرة الكبرى، وذلك من خلال ربطها بالمجتمعات العمرانية الحديثة مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، ويخدم المشروع يوميًا عشرات الآلاف من المواطنين، ما يجعله وسيلة مثالية للعاملين والموظفين المتنقلين إلى العاصمة الجديدة.

المونوريل يتكامل مع خطوط النقل الأخرى، حيث يربط بـ الخط الثالث للمترو عند محطة الاستاد، وكذلك بـ القطار الكهربائي الخفيف (LRT) عند محطة الفنون والثقافة بالعاصمة، مما يسهم في بناء شبكة مواصلات مترابطة ومتطورة.

صديق للبيئة وذو طاقة نظيفة

مونوريل العاصمة هو وسيلة صديقة للبيئة، تعتمد على الطاقة الكهربائية، ما يقلل من الاعتماد على المحروقات ويخفض من معدلات التلوث البيئي، كما يسهم في خفض استهلاك الوقود والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويحفز المواطنين على التخلي عن سياراتهم الخاصة واستخدام وسائل النقل الجماعي.

تحديث للبنية التحتية وجذب للسياحة

بجانب دوره في التنقل اليومي، يُعد مشروع المونوريل جزءًا من عملية تحديث شاملة للبنية التحتية للنقل في مصر، إذ يعتمد على أحدث تكنولوجيا المراقبة والتحكم، وكاميرات داخلية وخارجية، وأجهزة استشعار، ومنظومات لرصد الأدخنة والحرائق بكل عربة، كما يُساعد في تسهيل الوصول إلى المعالم السياحية في القاهرة والعاصمة الإدارية، ما يدعم قطاع السياحة.

رؤية مستقبلية متكاملة

مع تشغيل مونوريل شرق القاهرة، تكون مصر قد خطت خطوة مهمة نحو المستقبل، حيث النقل الذكي والمستدام، والبنية التحتية المتطورة، والربط الفعال بين المدن، لتصبح العاصمة الإدارية نموذجًا حديثًا للتنقل الحضري العصري في الشرق الأوسط.