السيسي من أثينا: شراكة استراتيجية متجذرة مع اليونان ودعم ثابت لحل الدولتين

في زيارة رسمية تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بمقر رئاسة الوزراء في أثينا، حيث عقدا جلسة مباحثات موسعة أعقبها مؤتمر صحفي مشترك، تطرق إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
تأكيد على الشراكة الاستراتيجية ودور اليونان الأوروبي
استهل الرئيس السيسي كلمته بالتعبير عن خالص التقدير لحفاوة الاستقبال، مشيدًا بالمشاورات البناءة التي جمعته بالرئيس اليوناني، والتي عكست متانة الشراكة بين البلدين.
وأكد أن زيارته الخامسة لأثينا تأتي في إطار السعي المتواصل نحو ترسيخ علاقات التعاون التي تستند إلى احترام متبادل وروابط تاريخية وثيقة.
وثمّن الرئيس المصري الموقف الداعم الذي تبنته اليونان داخل المحافل الأوروبية، خاصة خلال الفترات الصعبة التي مرت بها القاهرة، مؤكدًا أن هذا الدعم لن يُنسى، ويعكس متانة العلاقات الممتدة بين الشعبين.
دير سانت كاترين
وتطرق الرئيس السيسي إلى ما يتردد من شائعات مغرضة حول دير سانت كاترين، مشددًا على رفضه القاطع لأي مزاعم بشأن تهديد الدير، مؤكدًا أن الدولة المصرية تتبنى نهجًا ثابتًا يحترم التعدد الديني ويعزز قيم المواطنة.
وقال: "لو كان في مصر مواطنون يهود، لبنت الدولة معابد لهم"، موضحًا أن العلاقة مع الدير هي علاقة تعاقدية أبدية لا تمس، وترعاها الدولة المصرية بكل التزام.
توقيع إعلان مشترك وتوسيع مجالات التعاون
وشهدت الزيارة توقيع إعلان مشترك لتأسيس شراكة استراتيجية بين مصر واليونان، بالإضافة إلى انعقاد أول اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، والذي تمخض عن توافقات مهمة لتوسيع التعاون في مجالات الاقتصاد، والطاقة، والسياحة، والتكنولوجيا، والهجرة، ومكافحة الإرهاب.
وأكد السيسي أهمية مشروع الربط الكهربائي "جريجي"، الذي يربط الطاقة النظيفة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، داعيًا الاتحاد الأوروبي لدعمه باعتباره مشروعًا ذا بعد استراتيجي يتجاوز حدود البلدين.
كما أشار إلى الاتفاق الجاري بشأن استقدام العمالة المصرية الموسمية إلى اليونان، مع تطلع لتوسيع نطاقه إلى قطاعات أخرى.
قضية فلسطين
وفي الشأن الإقليمي، شدد الرئيس المصري على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، وتسهيل دخول المساعدات، منتقدًا استخدام التجويع كوسيلة ضغط ضد المدنيين.
ورفض السيسي بشدة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا تمسك مصر بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الملفات الإقليمية
تطرقت المباحثات كذلك إلى تطورات الأوضاع في سوريا، ولبنان، وليبيا، والسودان، إلى جانب أمن الملاحة في البحر الأحمر، والأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الجانبان توافق رؤاهما بشأن ضرورة تسوية النزاعات بالطرق السلمية، والحفاظ على وحدة وسيادة الدول.
منصة للتعاون الإقليمي والدولي
وفي ختام كلمته، جدد الرئيس السيسي التزام مصر بتعزيز الشراكة مع اليونان، مشيرًا إلى أن مجلس التعاون رفيع المستوى سيشكل منصة فاعلة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، وخدمة قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.