سخرية دينية في وقت حساس.. صورة "البابا ترامب" تثير عاصفة من الجدل

واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات بعد نشر صورة له مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر فيها مرتديًا زي بابا الفاتيكان، في وقت يخيّم فيه الحداد على العالم الكاثوليكي إثر وفاة البابا فرنسيس.

الصورة، التي نُشرت عبر منصة تروث سوشال المملوكة لترامب، أظهرت الرئيس جالسًا على كرسي بابوي فاخر، مرتديًا الثوب الأبيض والقلنسوة البابوية، وهو يرفع إصبعه بشكل جاد، وصليب ضخم يتدلّى من عنقه.

ترامب يدافع

وفي مواجهة موجة الغضب، دافع ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الإثنين، عن الصورة، زاعمًا أن الكاثوليك أحبوها.

وأضاف ترامب أنه لم يرَ الصورة حتى مساء الأحد، وأنها ربما صُنعت بالذكاء الاصطناعي.

الفاتيكان يمتنع عن التعليق

ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، التعليق على الصورة، خلال مؤتمر صحفي حول التحضيرات للمجمع البابوي المقرر عقده في 7 مايو لاختيار البابا الجديد.

لكن مؤتمر أساقفة نيويورك وصف الصورة بأنها غير ذكية ولا مضحكة، خاصة في ظل الحداد على البابا فرنسيس، الذي توفي في 21 أبريل 2025.

كما هاجم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ماتيو رينزي، الصورة، معتبرًا إياها مهينة للكاثوليك وللمؤسسات الدينية.

وأضاف رينزي أن ترامب يستمتع بالظهور كمهرج بينما تواجه بلاده أزمة اقتصادية.

نائب الرئيس يدخل على الخط

وانتقل الجدل إلى الساحة السياسية، حين وجه المحلل المحافظ بيل كريستول سؤالًا إلى نائب الرئيس جي دي فانس، الكاثوليكي المتدين، يسأله فيه عن رأيه في الإهانة الواضحة للبابا.

فانس رد بالقول: أنا لا بأس بي مع من يروون النكات، لكني لا أؤيد من يبدؤون حروبًا غبية، في إشارة إلى دعم كريستول لحرب العراق.

واعتبر كثيرون رد فانس تهربًا من الإجابة، ما أثار موجة من الانتقادات على منصات التواصل، حيث كتب أحد المستخدمين: فانس سحقك بالرد، استسلم يا خاسر، بينما اتهمه آخرون بتجاهل خطورة السخرية من الرموز الدينية.

مزيج مثير للجدل

يأتي هذا الجدل في وقت دقيق، حيث يشهد الكاثوليك حول العالم حالة من الحزن العميق مع التحضيرات لاختيار البابا رقم 267.

وقد أثار استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة دينية مثيرة للسخرية أسئلة جديدة حول أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في السياسة والسخرية من الأديان.