"العقل الحديدي".. من هو ستيفن ميلر المرشح لقيادة أمن أمريكا خلفا لـ والتز؟

بعد جلوس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المكتب البيضاوي في ولاية ثانية 20 يناير الماضي، عاد اسم مستشاره المقرب ستيفن ميلر ليتصدر المشهد من جديد، والآن ترجح تقارير توليه منصب مستشار الأمن القومي خلفًا لمايك والتز، الذي أقاله ترامب على خلفية فضيحة سيجنال.
ويُلقب ميلر في الأوساط السياسية بـ"العقل الحديدي" لحملاته الصارمة ضد الهجرة، وسجله في تبني سياسات قومية متشددة، جعلت منه واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والنفوذ.
ترامب يفكر في تغيير رأس الأمن القومي
وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة واشنطن بوست، فإن ترامب كان يشعر بإحباط متزايد من أداء مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، بسبب خلافات داخلية بشأن سياسات الدفاع، أبرزها الجدل حول توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن والتز نسّق مواقف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون علم مسبق للرئيس ترامب، مما اعتُبر تجاوزًا لصلاحياته.
في ظل هذه التطورات، كشفت الصحيفة أن ترامب يدرس جدّيًا تعيين ستيفن ميلر بديلًا له خلال الشهور المقبلة، في خطوة قد تعني تحولًا جذريًا في نهج الأمن القومي الأمريكي.
من هو ستيفن ميلر؟
ولد ميلر عام 1985 في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، وسط بيئة اجتماعية ليبرالية، لعائلة يهودية تنتمي إلى الطائفة الإصلاحية، ودرس العلوم السياسية في جامعة ديوك المرموقة.
المفارقة أن خلفيته الثقافية والاجتماعية كانت توحي بأنه أقرب إلى الحزب الديمقراطي، لكن الواقع كشف عن شخصية مختلفة تمامًا، تبنت فكرًا يمينيًا قوميًا منذ سن المراهقة.
برز ميلر في بداية مشواره كمساعد للسيناتور جيف سيشنز، أحد صقور الحزب الجمهوري في قضايا الهجرة، ثم انضم إلى حملة ترامب الرئاسية عام 2016، ليصبح لاحقًا كبير مستشاريه السياسيين وكاتب خطاباته، حيث لعب دورًا أساسيًا في صياغة ما سُمّي بـ"حظر المسلمين" من دخول الولايات المتحدة، وسياسة فصل الأطفال عن ذويهم على الحدود.
عودة بأجندة أكثر تطرفًا
وتوقع أن يتولى ميلر أدوارًا تنفيذية غير مسبوقة، وعلى رأسها الإشراف على ما وصفه بـ"أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا"، تستهدف نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي، ويعِد ميلر باستخدام سلطات واسعة في ملاحقة هؤلاء، ضمن مشروع قومي متكامل لإعادة "إحياء الهوية الأمريكية" كما يراها.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن نفوذ ميلر سيكون مضاعفًا في إدارة ترامب الثانية، بالنظر إلى تراجع بعض القيود المؤسسية التي كانت تحدّ من حركته سابقًا، وازدياد اعتماد ترامب عليه في الملفات السيادية.
سيرة ذاتية مثيرة للانقسام
على الرغم من أنه نادرًا ما يتحدث علنًا عن تطوره الأيديولوجي، فإن كتاب "مُحرِّض الكراهية" للصحفية جان غيريرو، يعد من أبرز المراجع في تتبع مسار ميلر السياسي.
ويرصد الكتاب تحولات ميلر من شاب ينتمي لمدينة ليبرالية إلى رمز من رموز القومية البيضاء، مشيرًا إلى تنامٍ تدريجي لكراهية الأجانب، وميول سلطوية بدأت منذ المراهقة، وتجلّت لاحقًا في سياسات قاسية تجاه اللاجئين والمهاجرين والمسلمين.