رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

هل تقضى خيوط الفيبربوليستر واللباد الصناعي على مخلفات البلاستك في مصر؟

إنتاج البوليستر
إنتاج البوليستر

تعتبر أكياس البلاستيك بمثابة قاتل خفي، تفوق في خطرها الحروب، إذ تتسبب في قتل طفل كل دقيقة حول العالم، إما بالأمراض التنفسية أو الأوبئة.

12 مليار كيس حجم استهلاك مصر سنويا 

ووفقا للدراسات فإن مصر تستهلك أكثر من 12 مليار كيس بلاستكي سنويا، ومليارات من الزجاجات أيضا، وقد تم تصنيف البلاستيك بشكل عام على أنه منتج غير صديق للبيئة لاسيما أنه يحتاج إلى مئات السنين حتى يتم تحليله.

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة يستخدم البشر أكثر من تريليون كيس بلاستيك للاستعمال كل عام في أنحاء العالم، ويـُلقى في المحيطات سنويًا أكثر من 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية، بما يجعل التلوث البلاستيكي قضية عاجلة وطارئة يتسم بها العصر الحالي.

مصر تستهدف التحول للاقتصاد الأخضر 

وتسابق الدولة المصرية الزمن للتحول بشكل كبير نحو الاقتصاد الأخضر في بعض المجالات خاصة الملوثة للبيئة، والتي تساهم في نسب عالية من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، لنجد اهتمام ملحوظ بإنتاج ألياف الفيبربوليستر واللباد الصناعي لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير للخارج.  

عودة شركة مصر للحرير الصناعي وألياف البوليستر للإنتاج

ونجحت الدولة مطلع العام الماضي، في إعادة تشغيل شركة مصر للحرير الصناعي وألياف البوليستر التابعة لوزارة قطاع الأعمال بعد توقف 12 عامًا على مساحة 144 ألف متر مربع في كفر الدوار بمحافظة البحيرة وبقدرة إنتاجية تصل إلى 90 طن/ يوم، وهو ما يساعد في توفير المادة الخام محليًا ويقلل من الفاتورة الاستيرادية للدولة.

ومنذ عام تقريبا، الشركة نجحت في تصدير أول  شحنة من إنتاجها للمرة الأولى  منذ نحو 12 عاما، إلى تركيا وعدد من الدول الأوربية، وتستهدف الشركة تصدير 77% من منتجاتها للخارج بعد الإنتهاء من عمليات التطوير، وضح الكميات المتبقية بالسوق المحلي بأسعار تنافسية.

إقامة مصنعين باستثمارات أجنبية 

وخلال الأسبوع الماضي، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء شهد توقيع اتفاق مساهمين لتأسيس شركتين جديدتين لإقامة مشروعين صناعيين باستثمارات أجنبية في شركة مصر للحرير الصناعي وألياف البوليستر، بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

مشروعات صناعية تركز على إعادة التدوير 

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن المشروعين يمثلان إضافة قوية لجهود الدولة في تعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال مشروعات صناعية مُبتكرة تُركز على إعادة التدوير وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية، مُؤكدًا التزام الحكومة بدعم المشروعات التي تسهم في ايجاد فرص عمل جديدة وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

جانب من توقيع الاتفاقية 
جانب من توقيع الاتفاقية 

تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة الصادرات 

أكد المهندس محمد شيمي، أن المشروعات ستسهم في تقليل الاعتماد على الواردات بنسبة كبيرة، كما ستضع مدينة كفر الدوار على خريطة المراكز الصناعية الإقليمية المُتخصصة في صناعات الفيبربوليستر واللباد الصناعي.

وأشار إلى أن إقامة المشروعات قرب الموانئ والمناطق الصناعية الكبرى يوفر مزايا لوجستية كبيرة، داعيًا المستثمرين إلى التوسع في مثل هذه الصناعات الخضراء التي تمثل مستقبل الصناعة عالمياً.

تدوير المخلفات البلاستيكية ومُخلفات الأقمشة 

ويهدف المشروعان إلى استغلال المخلفات البلاستيكية ومُخلفات الأقمشة عبر إعادة تدويرها لإنتاج ألياف الفيبربوليستر واللباد الصناعي، بما يُساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مُنتجات صناعية تدخل في العديد من الصناعات الحيوية محليًا وعالميًا، وتعتمد خطوط الإنتاج في المشروعين على تكنولوجيا أوروبية وتحقيق أعلى معايير الجودة والاستدامة.

إنتاج 30 ألف طن سنويًا من ألياف الفيبربوليستر

ويقام المشروع الأول على مساحة 25 ألف متر مربع بشركة مصر للحرير الصناعي، باستثمارات تبلغ 1.1 مليار جنيه، ويستهدف إنتاج 30 ألف طن سنويًا من ألياف الفيبربوليستر المُستخلصة من إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية.

وتدخل ألياف الفيبربوليستر في العديد من الصناعات منها: الملابس، والمراتب، والوسائد، والعوازل الحرارية، وتبطين ورصف الطرق، والسجاد، والموكيت، وفرش السيارات، والأتوبيسات.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تقليل الفجوة بين العرض والطلب في السوق المحلية، مع تصدير 80% من الإنتاج؛ بقيمة مبيعات سنوية تبلغ نحو 800 مليون جنيه. ويبلغ رأسمال شركة المشروع مليار جنيه.

إنتاج اللباد الصناعي المُستخدم في صناعات الطائرات والقطارات 

أما المشروع الثاني، فيُركز على إعادة تدوير مخلفات (بواقي وعوادم) الأقمشة لإنتاج اللباد الصناعي المُستخدم في صناعات الطائرات، والقطارات، والمترو، والسيارات، والأوتوبيسات، والأثاث، والمفروشات، والعوازل الحرارية. ويقام على مساحة 20 ألف متر مربع بشركة مصر للحرير الصناعي، بإجمالي استثمارات 600 مليون جنيه، وبطاقة إنتاجية مماثلة تبلغ 30 ألف طن سنويًا، فيما يسهم في خفض نسبة كبيرة من الواردات، مع استهداف تصدير 52% من الإنتاج، وتحقيق مبيعات سنوية تقدر بنحو 230 مليون جنيه. ويبلغ رأسمال شركة المشروع 400 مليون جنيه.

تحويل مدينة كفر الدوار إلى مركز صناعي إقليمي 

ومع تنفيذ المشروعين، من المتوقع أن يسهما في تحويل مدينة كفر الدوار إلى مركز صناعي إقليمي في مجال إعادة التدوير وإنتاج المواد الخام البديلة، بما يدعم خطط الدولة نحو التوسع في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية والمساهمة في حماية البيئة، بالإضافة إلى دعم الصادرات المصرية في أسواق جديدة حول العالم.

تم نسخ الرابط