مفاوضات غزة.. حماس تطرح رؤية لوقف الحرب وسط استعداد إسرائيلي لتوسيع العمليات

بين تعقيدات سياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية، تدخل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة حرجة، في وقت تتقاطع فيه المبادرات الإقليمية مع الحسابات الأمنية والعسكرية لكل من حركة حماس وإسرائيل.
وفي حين تواصل القاهرة، جهودها للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويفتح الباب أمام إعادة إعمار القطاع، تتعثر المبادرات أمام مطالب متضاربة، أبرزها إصرار إسرائيل على نزع سلاح المقاومة، ورفض حماس تقديم أي تنازل في هذا الملف.
وفي ظل هذه التناقضات، تزداد معاناة المدنيين في غزة، وتتكثف الضغوط الدولية لتجنب كارثة إنسانية أوسع، بينما تشير التحركات الأخيرة إلى تصعيد جديد قد يعيد الجهود إلى نقطة الصفر.
رؤية شاملة لوقف الحرب
وفي الأثناء، أعلن القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، أن قيادة الحركة تبذل جهودًا سياسية ودبلوماسية مكثفة لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، مؤكدًا تقديم رؤية واضحة لوقف إطلاق النار خلال لقاءات متعددة مع مسؤولين إقليميين ودوليين.
وأوضح شديد، في بيان، أن الحركة عرضت بتاريخ 17 أبريل خطة متكاملة تقوم على وقف دائم للحرب، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
كما أشار إلى قبول حماس تشكيل لجنة من المستقلين والتكنوقراط لإدارة القطاع، وفقًا للمبادرة المصرية المقدمة الشهر الماضي.
واتهم شديد حكومة الاحتلال برفض هذه الرؤية، وإصرارها على تجزئة الملفات، ما يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
إسرائيل ترد
في المقابل، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صحة التقارير التي تحدثت عن رفض تل أبيب للمقترح المصري بشأن غزة، واصفًا حماس بأنها العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، وافقت حكومة الاحتلال خلال اجتماع أمني رفيع المستوى على توسيع العمليات العسكرية داخل القطاع، إلى جانب استدعاء دفعة جديدة من جنود الاحتياط.
وأشارت إلى أن العملية المقبلة ستكون محدودة النطاق ولن تشمل السيطرة على مساحات واسعة من غزة، مع توقعات بعرض الخطط على مجلس الوزراء للموافقة النهائية يوم الأحد المقبل.
هدنة طويلة وضمانات دولية
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه القاهرة جهود الوساطة، بالتنسيق مع قطر والإدارة الأمريكية لوقف الحرب على غزة.
وطرحت مبادرة تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب، يتضمن هدنة طويلة الأمد تتراوح من 5 إلى 7 سنوات، مع ضمانات دولية لتنفيذ الالتزامات المتبادلة بين الطرفين.
وينص المقترح على وقف العمليات العسكرية بالكامل، وعودة قوات الاحتلال إلى مواقعها كما كانت قبل تصعيد يناير 2025، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر آلية دولية تضمن الالتزام بالبروتوكول الإنساني.
موقف حماس
وفي سياق متصل، أكدت حماس أن وفدها، الذي غادر القاهرة مؤخرًا، استعرض تصور الحركة لصفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والإغاثة، وإعادة الإعمار.
وذكرت الحركة، أنه تم الاتفاق مع الوسطاء (مصر وقطر) على مواصلة التنسيق لضمان نجاح المساعي القائمة.
وشددت على ضرورة التحرك الفوري لإنهاء الحصار الخانق المفروض منذ أشهر، والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع المنكوب.
من جانبه، صرّح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، بأن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد في غزة، لكنها غير مستعدة للتخلي عن سلاحها، مؤكدًا أن نزع السلاح لا يزال خطًا أحمر في موقف الحركة.