"حكماء المسلمين" بسمرقند: الماتريدية تجسيد للتسامح والاعتدال في مواجهة التطرف

شارك مجلس حكماء المسلمين في أعمال المؤتمر الدولي «الماتريدية: مذهب التسامح والاعتدال والاستنارة»، الذي تستضيفه مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، خلال يومي 29 و30 إبريل الجاري، بمشاركة نخبة من العلماء والقيادات الدينية من مختلف دول العالم، ويهدف إلى تسليط الضوء على الإرث العلمي للإمام الماتريدي وأتباعه، ودور مدرسته في ترسيخ قيم التعايش والوسطية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى سعادة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، كلمة أكد فيها أن التمسك بمدرسة أهل السنة والجماعة، التي تشمل الماتريدية والأشاعرة وأهل الحديث بمذاهبهم الأربعة، هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات التطرف والتكفير، مشددًا على أن هذه المدرسة لا تُكفّر أحدًا من أهل القبلة، وتقوم على ترسيخ القيم العليا للتسامح والاعتدال، ومراعاة التوازن بين العقل والنقل.
وأشار الأمين العام إلى أن المدرسة الماتريدية تمثل أحد أبرز أركان الفكر الإسلامي الوسطي، حيث جمعت بين نقاء العقيدة وعمق الفكر، وحرصت على تأسيس العقل المسلم على قواعد منضبطة تجمع بين النص الشرعي والفهم العقلي السليم، مؤكدًا أن ما تركه علماء الأمة بحاجة دائمة إلى نظر متبصر يدمج بين ميراث العلم وأدوات العصر الحديث، لتقديمه بصورة تلائم المسلمين والعالم أجمع.
وفي سياق كلمته، نوّه المستشار عبد السلام بمكانة الإمام الماتريدي في علم التوحيد وعلم الكلام، ليس في بلاد ما وراء النهر فقط، بل في عموم العالم الإسلامي، ناقلًا وصف فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، له بأنه «إمام الهدى رضي الله عنه»، وهو وصف أجمع عليه العلماء قديمًا وحديثًا.
وأكد أن منارات الأزهر الشريف احتضنت تراث الأمة من كل مكان، وخدمته بإخلاص وتفانٍ، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين أصدر عدة مؤلفات علمية عن مدرسة أهل السنة والجماعة، تضمنت عرضًا وافياً لتراثها في التوحيد والأصول.
واختتم المستشار محمد عبد السلام كلمته بتوجيه الشكر إلى قيادة جمهورية أوزبكستان وعلى رأسها الرئيس شوكت ميرضياييف على رعايتهم لهذا المؤتمر، وحرصهم على إحياء تراث علماء الأمة، معربًا عن أمله في أن يكون المؤتمر خطوة جديدة نحو استعادة الدور الحضاري للأمة الإسلامية بوصفها أمة وسطًا، تحمل الخير والسلام للعالم أجمع.