انفراجة في مفاوضات غزة.. هل تنجح القاهرة في هندسة الهدنة الصعبة؟

تلعب مصر دورًا رئيسيًا في جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، الرامية للتوصل لاتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة.
الدور المصري المحوري
ويُنظر إلى القاهرة باعتبارها الطرف الأقدر على تحريك المياه الراكدة في هذا الملف المعقد، خاصة في ظل الدعم الإقليمي والدولي لجهودها الرامية إلى استعادة الاستقرار في قطاع غزة ومنع انزلاق الأمور نحو مواجهة عسكرية شاملة.
وفي الأثناء، ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة بين الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد تطورًا ملموسًا وُصف بأنه انفراجة كبيرة.
وتأتي هذه الأنباء وسط تصاعد التوترات في القطاع المحاصر، ومعاناة إنسانية متزايدة للسكان المدنيين.
اتفاق مبدئي على تهدئة طويلة الأمد
وبحسب مصادر، فإن المفاوضات أسفرت عن توافق مبدئي بين الجانب الإسرائيلي وحركة حماس على وقف إطلاق نار طويل الأمد، إلا أن بعض النقاط الخلافية لا تزال محل نقاش، وعلى رأسها مسألة سلاح المقاومة في القطاع.
وأكدت المصادر أن إسرائيل تصر على نزع سلاح حركة حماس كشرط رئيسي لأي اتفاق نهائي، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع، معتبرة أن سلاحها يمثل جزءًا من الضمانات الأمنية في ظل استمرار الاحتلال والعمليات العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل من هذه النقطة عقبة مركزية تهدد بإجهاض التفاهمات.
لقاء أمني رفيع المستوى في القاهرة
ومن المقرر أن يجتمع اللواء حسن محمود رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، مع وفد إسرائيلي رفيع المستوى بقيادة وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، لمواصلة النقاشات حول سبل التوصل إلى اتفاق شامل.
وتهدف هذه الجولة من المفاوضات إلى تثبيت تهدئة دائمة، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، الذي يعاني من انهيار اقتصادي واحتياجات إنسانية حادة.
ومنذ مطلع العام الجاري، واجهت مفاوضات وقف إطلاق النار عدة تعقيدات، تضمنت إصرار إسرائيل على شرط نزع سلاح حماس، في مقابل مطالبة الحركة بضمانات دولية جادة تتعلق بوقف العمليات العسكرية، وبدء عملية إعادة الإعمار تحت إشراف أممي.
كما ساهمت الانقسامات السياسية داخل إسرائيل، والتوترات الميدانية المتصاعدة في غزة، في إبطاء تقدم المحادثات.
مستقبل غامض لكن التفاؤل حذر
ورغم التطورات الإيجابية الأخيرة، لا تزال احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي رهنًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة.
وبينما ترى بعض الأطراف الدولية أن حلحلة ملف سلاح حماس يمكن تجاوزه تدريجيًا ضمن ترتيبات سياسية وأمنية أوسع، تؤكد إسرائيل أن هذا المطلب غير قابل للتفاوض.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تظل مفاوضات القاهرة الأمل الأخير لكبح التصعيد المتكرر في غزة، وتخفيف المعاناة المتواصلة لسكانها، وفتح نافذة نحو استقرار إقليمي طال انتظاره.