جودة عواد.. حكاية طبيب سم نحل العسل ومنقوع التين (فيديو)

"انسَ الأنسولين، وسيبك من الأدوية، وخد سم نحل، منقوع تين، وزيت حبة البركة، وهتبقى زي الحصان!".. بهذه العبارات، قدّم الدكتور جودة عواد نفسه كمنقذ بديل عن الطب التقليدي، عبر شاشات الفضائيات ومنصات السوشيال ميديا، إلى أن انتهى به الحال موقوفًا عن مزاولة المهنة بقرار رسمي.

البداية

منذ عام 2022، بدأ اسم الدكتور جودة عواد يلمع على منصات التواصل، ليس بصفته طبيبًا ملتزمًا بالأسس العلمية، بل كـ"معالج بديل" يروّج لوصفات وصفها البعض بالـ"عجيبة"، لا تمتّ للطب الحديث بأي صلة.

أطلّ على الجمهور من قنوات فضائية غير مرخصة، وراح يقدّم وصفات تستغني عن العلاجات والأدوية، وتحلّ محلها خلطات من "سم النحل ومنقوع التين وزيت حبة البركة"، مع توصيات صريحة بترك أدوية السكر والضغط وأمراض القلب.

شهادات "المعجزة" وتضليل الجمهور

في كل حلقة، استضاف "عواد" حالات مرضية يُفترض أنها تعافت على يديه. شهادات مصورة لأشخاص يحلفون بأنهم كانوا على حافة الموت وتعافوا تمامًا بفضل وصفاته.

لكن النقابة الطبية كان لها رأي آخر. فقد اعتبرت ما يفعله الدكتور عواد تحريضًا مباشرًا على ترك الأدوية، وخطرًا على الصحة العامة، ما دفعها للتحرك رسميًا.

وقف وإغلاق

قررت نقابة الأطباء وقف الدكتور جودة عواد عن ممارسة مهنة الطب لمدة عام، مع غلق عيادته الخاصة، بعد ثبوت تجاوزه للضوابط المهنية، وتقديمه محتوى يُعد "تضليلًا صريحًا للمواطنين" ويهدد سلامتهم.

العيادة لا تزال تعمل

في مفاجأة مدوية، كشف الإعلامي عمرو أديب في برنامجه أن عيادة عواد لا تزال تعمل بشكل طبيعي، رغم صدور قرار النقابة، منتقدًا تأخّر تنفيذ القرار، الذي يعود بحسب تصريحاته إلى مسؤولية وزارة الصحة والمجلس الأعلى للإعلام.

رسالة تحذير

قصة "طبيب منقوع التين" ليست مجرد حادثة فردية، بل رسالة تحذير حول خطر المعلومات الطبية المضللة، وضرورة الرقابة على ما يُقدّم عبر السوشيال ميديا من محتوى طبي غير موثوق.