رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

مقاطعة للبضائع الأمريكية.. نجمة سوداء على المنتجات وتدمير أملاك ماسك

احتجاجات ضد ترامب
احتجاجات ضد ترامب

شهدت الساعات القليلة الماضية، احتجاجات عالمية واسعة ومبادرات شعبية رامية إلى مقاطعة البضائع الأميركية، في رد فعل مباشر على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على واردات عدد من الدول.

وعلى الرغم من صعوبة تقييم الجدوى الاقتصادية لهذه الحملات في الوقت الراهن، إلا أن تأثيرها الرمزي والسياسي يبدو ملموساً، ويعبر عن غضب واسع إزاء السياسات التجارية الأميركية.

شرارة المقاطعة بدأت من كندا

بعد تصريحات مثيرة للجدل ألمح فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في ضم كندا لتصبح الولاية الـ51 للولايات المتحدة، إلى جانب فرض رسوم جمركية، انطلقت الشرارة الأولى لحملات المقاطعة بكندا. 

اقرأ أيضا..

الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع المصرية.. ماذا نصدر للولايات المتحدة؟

حيث أشعلت كلمات ترامب مشاعر الرفض لدى المستهلكين الكنديين، الذين بدأوا على الفور بحملات مقاطعة للمنتجات الأميركية، داعين إلى دعم الصناعة الوطنية، وسرعان ما انتقلت هذه الحملات إلى أوروبا، وأستراليا، واليابان، ودول أخرى، حيث بدأ المستهلكون يبحثون عن بدائل محلية ويتعاونون على تحديد المنتجات الأميركية لتجنّب شرائها.

وانتقلت الاحتجاجات إلى شركة «سالينج جروب»، وهي أكبر سلسلة تجزئة في الدنمارك، والتي بادرت بوضع نجمة سوداء على المنتجات الأوروبية لتمييزها عن نظيرتها الأميركية، فيما لجأ المستهلكون الكنديون إلى وضع السلع الأميركية رأساً على عقب على رفوف المتاجر لمساعدة الآخرين في التعرّف إليها ومقاطعتها.

التعدي على ممتلكات أمريكية بأوروبا

ردود الفعل العالمية لم تقتصر على المقاطعة السلمية، إذ سبقتها حوادث اعتداء طالت ممتلكات أميركية في أوروبا، على سبيل المثال في أيرلندا واسكتلندا، تعرضت ملاعب الجولف التي يملكها ترمب لاعتداءات متكررة، بينما شهدت صالات عرض سيارات «تيسلا»المملوكة لحليفه إيلون ماسك لحوادث مشابهة في أستراليا ونيوزيلندا،مما أدى إلى تراجع في المبيعات.

وتعكس هذه الاعتداءات، وإن كانت محدودة، شدة الاستياء الشعبي من السياسات الأميركية، والتي يعتبرها البعض امتداداً لهيمنة اقتصادية متغطرسة تتجاوز العلاقات التجارية إلى التأثير في أنماط الاستهلاك وأولويات الشعوب.

مقاطعة البضائع الأمريكية على فيسبوك وأكس

لم تتوقف حملات  المقاطعة على الواقع فقط، بل  امتدت إلى الواقع الافتراضي، حيث إن معظم حملات المقاطعة يتم الترويج لها عبر منصات أميركية كـ«فيسبوك» و«إكس». 

وشهدت الدنمارك، تم تدشين صفحة «مقاطعة البضائع الأميركية» على فيسبوك، وجذبت أكثر من 80 ألف متابع خلال أسابيع، بينما في فرنسا، أنشأ مزارع صفحة مماثلة جذبت أكثر من 20 ألف مشترك خلال وقت قصير.

وتطرح هذه المفارقة سؤالا هاما حول مدى قدرة الشعوب على تنفيذ مقاطعة شاملة في ظل الاعتماد على أدوات أميركية للنشر والتواصل، لا سيما أن كثيرا من المنتجات التي تحمل علامات محلية تُنتَج فعلياً من قبل شركات أميركية أو تابعة لها، ما يجعل التمييز بينها وبين الصناعة المحلية أمراً بالغ الصعوبة.

 الفرنسيون يؤيدين مقاطعة المنتجات الأمريكية

أظهر استطلاع حديث نشرته صحيفة «ذا كونيكشن» الفرنسية، أن نحو ثلثي الفرنسيين يؤيدون مقاطعة السلع الأميركية، وبحسب فرنسوا كراوس، مدير معهد «إيفوب» للرأي العام، فأن هذا التوجه يعكس انهياراً متسارعاً لصورة الولايات المتحدة، لا سيما بين الفئات الأكبر سنًا والأكثر ثقافة وثراء، وهي فئات ذات تأثير كبير على الأسواق.

وأضاف كراوس، أن المقاطعة لم تعد تقتصر على المنتجات المادية، بل امتدت إلى منصات الترفيه الرقمية، والخدمات الإلكترونية، والمأكولات والمشروبات التي تعبّر عن الثقافة الأميركية.

اقرأ أيضا..

غضب إسرائيلي ووعود أمريكية بسبب الرسوم الجمركية.. مواجهة ساخنة بين نتنياهو وترامب

في الوقت ذاته حذر تاكيشي نينامي، المدير التنفيذي لشركة «سنتوري» اليابانية، من أن العلامات التجارية الأميركية باتت هدفاً مباشرًا للرفض الشعبي في عدد من دول العالم.

تأثير مالي محدود على أمريكا

رغم ذلك شكك عدد كبير من الخبراء في قدرة هذه الحملات على إلحاق ضرر اقتصادي فعلي بالشركات الأميركية، ويرى أولوف يوهانسون ستينمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة جوتنبرج السويدية، أن التأثير المالي سيكون محدودًا، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الأميركيين سيشعرون بالغضب الشعبي العارم ضد سياسات البيت الأبيض.

وعلى الرغم من الشكوك حول الجدوى الاقتصادية الفورية، تمثل حملات مقاطعة البضائع الأميركية اليوم موجة رمزية عابرة للحدود، تعبّر عن غضب شعبي عالمي من سياسات الحماية الاقتصادية التي تتبعها إدارة ترمب.

تم نسخ الرابط