رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر يحسم الجدل حول حديث «أكثر أهل النار النساء»

نساء النار
نساء النار

أكد الدكتور رمضان عبد الرازق، خلال فيديو بثه عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، أن الإسلام لا يفرق مطلقًا بين الذكر والأنثى في الكرامة ولا في الإيمان ولا في الثواب ولا في العقاب، مشددًا على أن أي تصور يُوحي بأن المرأة خُلقت للنار أو أن الرجل مضمون له الجنة لمجرد كونه رجلًا، هو تصور خاطئ وخطير ومخالف لصريح القرآن والسنة.

وقال عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر:

مش كونها امرأة يبقى هي هتدخل النار، ومش كونه راجل يبقى يدخل الجنة هذا فهم مغلوط تمامًا، ولا أساس له في الدين.

حديث صحيح.. لكن الفهم هو الأزمة

وحول الحديث النبوي الذي يُثار دائمًا في هذا السياق، أوضح عبد الرازق أن الحديث حديث صحيح ثابت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء
وفي رواية أخرى:
تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار
فلما سأل الصحابيات: بمَ يا رسول الله؟
قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير.

لكن العالم الأزهري شدد على أن الإشكال ليس في الحديث، وإنما في طريقة فهمه وتوظيفه، داعيًا إلى ما أسماه «تحرير المصطلح وفهم النص في سياقه الكامل».

القرآن يحسم القضية: التفاضل بالتقوى لا بالنوع

ولتأكيد مبدأ المساواة الكاملة في الميزان الإلهي، استشهد الدكتور رمضان عبد الرازق بعدد من الآيات القرآنية القاطعة، التي لا تحتمل أي تأويل تمييزي، من بينها قول الله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

كما استشهد بقوله تعالى:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.


وأكد أن هذه النصوص تنسف من جذورها أي دعوى بوجود تمييز ديني بين الرجل والمرأة، سواء في الحساب أو الجزاء أو القرب من الله.

«النساء شقائق الرجال».. قاعدة نبوية

وأشار عبد الرازق إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة ذهبية بقوله:
«النساء شقائق الرجال»،
وهي قاعدة تؤكد الشراكة الكاملة في التكليف والمسؤولية والثواب والعقاب، موضحًا أن الدين لا يُصنّف الناس بحسب النوع، وإنما بحسب العمل.

لماذا خُصّت النساء بالذكر؟ الإجابة الصادمة

وعن السؤال الجوهري: لماذا قال النبي إن أكثر أهل النار النساء؟، قدّم عبد الرازق تفسيرًا لافتًا، مؤكدًا أن الرجال أيضًا كثيرون في النار، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص النساء بالذكر هنا لا للإدانة، بل للتحذير والوقاية.

وأوضح أن النبي، بأسلوبه التربوي، أشار إلى سببين محددين يسهل على المرأة تجنبهما، وكأن الحديث رسالة رحيمة لا حكمًا قاسيًا.

السبب الأول: كثرة اللعن

فسّر عبد الرازق قوله صلى الله عليه وسلم «تكثرن اللعن» بأنه كثرة التسخط وسلاطة اللسان، حيث تقع بعض النساء في دائرة السب واللعن والانفعال اللفظي، خاصة في لحظات الغضب، وهو ما يُعد ذنبًا عظيمًا في ميزان الأخلاق الإسلامية.

وأكد أن الخطورة هنا سلوكية وليست فطرية، ويمكن علاجها بالوعي وضبط اللسان والتزكية.

السبب الثاني: كفران العشير

أما السبب الثاني، فهو «كفران العشير»، أي جحود فضل الزوج، حيث قد تقع بعض النساء  عند أول خطأ  في قول: «ما رأيت منك خيرًا قط»، متناسية سنوات من العشرة والسعي والإنفاق.

واعتبر عبد الرازق أن هذا السلوك يهدم ميزان العدل داخل الأسرة، ويتناقض مع القيم التي دعا إليها الإسلام في حفظ المعروف.

تحذير نبوي شديد اللهجة

واستشهد العالم الأزهري بحديث آخر شديد الدلالة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر سعي زوجها وهي لا تستغني عنه»،

 

 

تم نسخ الرابط