11يوما.. أفضل أيام الصيام في شهر رجب للحصول على نفحات لا تُعوض
يتجدد الشوق في قلوب المسلمين للنهل من معين العبادات التي ترفع الدرجات، حيث يبرز الصيام في شهر رجب كواحد من أعظم القربات المندوبة التي استحبها الفقهاء وأيدتها نصوص السنة النبوية المشرفة.
فضل الصيام في شهر رجب
يأتي الصيام مع إشراقة هلال شهر رجب الحرام، ذلك الشهر الذي اصطفاه الله ليكون فاتحة لموسم الرحمات وتهيئة للنفوس المؤمنة لاستقبال شهر رمضان المعظم،
ويعد رجب أحد الأشهر الحرم الأربعة التي عظم الله شأنها وحرم فيها الظلم والقتال، فاستحق أن يكون ميداناً للتنافس في الخيرات، وهو ما أكده علماء مجمع البحوث الإسلامية حين أشاروا إلى أن الصيام في هذا الشهر ليس واجباً كرمضان ولكنه سنّة حسنة ومستحبة، استناداً إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "صُم من الحُرم واترك"، ليفتح بذلك باب الأمل أمام كل راغب في تطهير روحه وتزكية نفسه عبر الانقطاع عن شهوات الدنيا والتحلي بجميل الصبر والاحتساب في أيامٍ خُصت بالفضل والكرامة.
عدد أيام الصيام في شهر رجب
وتمتد مدرسة الصيام في شهر رجب لتشمل أحد عشر يوماً يصفها العلماء بأنها صفوة الأيام وأجزلها ثواباً، حيث يتسابق المحبون لصيام الأيام البيض القمرية التي يكتمل فيها نور البدر في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، تيمناً بسنة النبي الكريم، جنباً إلى جنب مع صيام يومي الإثنين والخميس اللذين تُعرض فيهما الأعمال على الله.
لماذا سمي رجل بالأصب والأصم؟
وهذا الجدول التعبدي فرصة لاسترداد السكينة المفقودة وسط ضجيج الحياة، خاصة وأن رجب لُقب بـ "الأصب" لأن الرحمة والمغفرة تصبان فيه على التائبين صباً، وسُمي بـ "الأصم" لأن الآذان كانت تكف فيه عن سماع قعقعة السلاح وصخب المشاحنات، ليكون الصيام فيه خلوة إيمانية تنقي القلب من شوائبه وتعده لاستقبال نفحات شعبان ومن ثم الدخول إلى رحاب رمضان بقلب سليم ونفس مطمئنة ذاقت حلاوة المناجاة في جوف النهار والليل.
عظمة الصيام في شهر رجب
وتتجلى عظمة الصيام في شهر رجب عند التأمل في أسماء هذا الشهر الثمانية عشر التي أحصاها العلماء، فهو "المطهر" الذي يغسل ذنوب العباد، وهو "الفرد" الذي انتحى جانباً عن بقية الأشهر الحرم، وهو "رجب مضر" الذي حافظت قبائل العرب على حرمته وقدسيته منذ أمد بعيد.
ولذلك فإن الصوم في هذه الأيام المباركة ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو إحياء لشعيرة عظمها الأنبياء والملائكة التي تترجب فيه للتسبيح، وهو امتثال لنهج العلامة ابن عاشر المالكي الذي نادى باستحباب الصوم في رجب ليكون مزرعة للبذور التي ستؤتي ثمارها في رمضان.
فمن عظم رجب بالصيام والقيام، فقد وضع قدمه على طريق الفلاح، مستمداً من أسماء هذا الشهر ومعانيه قوة روحية تدفعه للتمسك بالطاعات والابتعاد عن المنكرات، ليظل رجب دائماً هو المحطة التي يتزود منها المسلم بالتقوى واليقين في رحلته نحو مرضاة رب العالمين.

