رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

علماء يحذرون: إنفلونزا الطيور قد تنتقل إلى البشر إذا لم يتم التدخل المبكر

مزرعة دواجن
مزرعة دواجن

حذر فريق من العلماء الهنود من أن فيروس إنفلونزا الطيور المعروف بـ H5N1 قد يمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العالمية إذا اكتسب القدرة على الانتقال المستدام بين البشر.

وأكد الباحثان في جامعة أشوكا، فيليب شيريان وجوتام مينون، أن فرصة التدخل المبكر قد تكون ضيقة للغاية، ما يستدعي تعزيز المراقبة والجاهزية لمنع أي تفش محتمل قبل أن يخرج عن السيطرة.

وبحسب الدراسة العلمية المنشورة في مجلة BMC Public Health، يمكن أن يبدأ الانتقال من الطيور إلى البشر بحالة واحدة فقط، غالبًا بين الأشخاص العاملين في تربية الدواجن أو الأسواق التي تُباع فيها الطيور الحية، لكن الخطر الحقيقي يظهر مع الانتقال من إنسان لآخر، ما قد يؤدي إلى تفشي أوسع يصعب احتواؤه.

إنفلونزا الطيور: سجل تاريخي من الإصابات والوفيات

يذكر التقرير أن فيروس H5N1 متوطن منذ سنوات في جنوب وجنوب شرق آسيا، مع تسجيل إصابات بشرية متفرقة منذ ظهوره في الصين أواخر التسعينيات. 

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 990 إصابة بشرية في 25 دولة بين عامي 2003 وأغسطس 2025، توفي منها 475 شخصًا، بمعدل وفيات يقارب 48%.

في الولايات المتحدة، أدى الفيروس إلى نفوق أو إعدام أكثر من 180 مليون طائر، كما أصاب أكثر من ألف قطيع من الأبقار في 18 ولاية، وسُجلت إصابة نحو 70 شخصًا، معظمهم من العاملين في المزارع، مع دخول عدد من الحالات للمستشفيات وتسجيل حالة وفاة واحدة.

كما شهدت الهند بداية هذا العام نفوق نمور وفهود في مركز إنقاذ للحياة البرية بمدينة ناجبور بسبب الفيروس، ما يسلط الضوء على قدرة الفيروس على اجتياز الحواجز البيئية بين الحيوانات المختلفة.

محاكاة لتفشي محتمل بين البشر

استخدم الباحثان منصة محاكاة مفتوحة المصدر تعرف باسم BharatSim، والتي سبق أن ساهمت في نمذجة جائحة كوفيد-19، لتقدير كيفية انتشار فيروس H5N1 بين البشر في حال حدوث تفشٍ محتمل. 

وأظهرت النماذج أن التدخل المبكر، عند اكتشاف حالتين فقط، مع فرض حجر صحي صارم على المخالطين وأسرهم، يمكن أن يمنع انتشار المرض بشكل كبير.

لكن الدراسة أكدت أن الوصول إلى نحو 10 حالات بشرية فقط يجعل احتمال انتقال العدوى إلى المجتمع الأوسع مرتفعًا للغاية، ما يجعل السيطرة شبه مستحيلة.

دراسة ميدانية في قلب صناعة الدواجن الهندية

لإضفاء الواقعية على المحاكاة، ركز الباحثان على قرية في منطقة ناماكال بولاية تاميل نادو، إحدى أهم مناطق إنتاج الدواجن في الهند، والتي تضم أكثر من 1600 مزرعة و70 مليون دجاجة. 

وخلصت الدراسة إلى أن خطر حدوث جائحة على نطاق واسع لا يزال منخفضًا حاليًا، لكن ذلك لا ينفي الحاجة الملحة لمراقبة صحية دقيقة واستجابة سريعة ومرنة لمنع تحول الفيروس إلى وباء عالمي.

تم نسخ الرابط