جمود الحوار بين قسد ودمشق رغم اللقاءات المتواصلة.. اندماج مؤجل واتفاق بلا تنفيذ
حالة جمود سياسية وعسكرية تفرض نفسها على مسار الحوار بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، رغم التأكيدات المتبادلة باستمرار التواصل.
مشهد تفاوضي طويل بلا نتائج ملموسة، وأسئلة مفتوحة حول مصير اتفاق الاندماج الذي وُقّع قبل أشهر، في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية وتزداد تعقيدات المشهد السوري.
قسد تعلن غياب التقدم الحقيقي
إعلان واضح صدر عن قوات سوريا الديمقراطية يكشف تعثر الحوار مع دمشق، رغم عقد لقاءات ومشاورات مستمرة خلال الفترة الماضية.
بيان رسمي أكد غياب أي اختراق فعلي على مستوى التفاهمات السياسية أو العسكرية، ما يعكس فجوة عميقة بين الطروحات المقدمة وردود الفعل الرسمية.
قسد شددت على أن المسار التفاوضي لا يزال قائماً، إلا أن نتائجه حتى الآن لم ترتقِ إلى مستوى التفاهمات المنتظرة، سواء فيما يتعلق بآليات الشراكة أو مستقبل القوات ومؤسسات الإدارة الذاتية.
مقترح شامل دون رد رسمي
طرح متكامل قدمته قسد للحكومة السورية تضمن تصوراً واضحاً لخطوات الاندماج ضمن الجيش السوري ومؤسسات الدولة.
المقترح، بحسب البيان، شمل آليات تنفيذ وجدولاً زمنياً وضمانات تنظيمية، إلا أن الرد الرسمي من دمشق لم يصدر حتى اللحظة.
غياب الرد اعتبرته قسد مؤشراً على تعثر الإرادة السياسية، خاصة في ظل حساسية المرحلة وحاجة البلاد إلى حلول عملية تعيد ترتيب الملفين الأمني والعسكري شمال شرقي سوريا.
اندماج مشروط بالحفاظ على البنية
موقف ثابت أعادت قسد التأكيد عليه يتعلق بمبدأ الاندماج ضمن إطار الدولة السورية.
التزام معلن يقابله شرط أساسي يتمثل في الحفاظ على البنية التنظيمية والدور القتالي للقوات، بما يضمن استمرار فاعليتها في مواجهة التهديدات الأمنية، وعلى رأسها خلايا تنظيم داعش.
قسد رأت أن أي عملية دمج غير مدروسة قد تفرغ الاتفاق من مضمونه، وتؤدي إلى إضعاف الجبهة الأمنية في مناطق واسعة تشهد تحديات متكررة.
اتفاق مارس.. توقيع بلا تطبيق
تذكير بارز عاد إلى الواجهة مع استحضار الاتفاق الذي وُقّع في العاشر من مارس الماضي بين قائد قسد مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.
الاتفاق نص صراحة على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقسد ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.
مرور الأشهر دون تنفيذ بنود الاتفاق فتح باب الاتهامات المتبادلة، حيث تبادل الطرفان تحميل المسؤولية عن عرقلة التطبيق، رغم تصريحات متكررة تؤكد استمرار الحوار وعدم انهياره.
حوار مستمر وأسئلة مفتوحة
واقع الحوار الحالي يعكس استمرار اللقاءات مقابل غياب النتائج. معادلة تثير تساؤلات حول مستقبل الاتفاق وإمكانية الانتقال من مرحلة التصريحات إلى التنفيذ الفعلي.
مشهد سياسي معقد تتداخل فيه الحسابات الداخلية والتوازنات الإقليمية، ما يجعل ملف الاندماج واحداً من أكثر الملفات حساسية في المرحلة المقبلة.



