رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

بدعم الطاقة النظيفة والاستثمار.. هل تلامس الفضة مستوى الـ 100 دولار؟

الفضة
الفضة

تشهد أسواق المعادن النفيسة تحولات لافتة مع تصاعد الاهتمام العالمي بالطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، مما أعاد الفضة إلى دائرة الضوء بعد سنوات من التحرك الهادئ مقارنة بالذهب. 

وفي ظل تغيرات هيكلية تمس أنماط الاستهلاك والاستثمار، بدأت التوقعات ترتفع بشأن مستقبل المعدن الأبيض، مدفوعة بعوامل صناعية ومالية متشابكة قد تعيد رسم خريطة الأسعار خلال السنوات المقبلة.

قفزة تاريخية في سعر الفضة

وتوقع عمرو عبده رئيس أكاديمية تريدر الأميركية، أن يشهد سعر الفضة طفرة قوية قد تدفعه إلى مستوى 100 دولار للأونصة بنهاية الربع الثاني أو خلال الربع الثالث من عام 2026. 

وأوضح أن هذه التوقعات لا تستند إلى موجة مضاربات قصيرة الأجل، بل إلى تغيرات جوهرية في هيكل الطلب العالمي على المعدن.

الطاقة النظيفة تقود الطلب الصناعي

وأشار عبده إلى أن التوسع الكبير في استخدام البطاريات لتخزين الكهرباء يمثل أحد أهم محركات الطلب على الفضة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب التحول المتسارع نحو مصادر الطاقة النظيفة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. 

وأوضح أن الفضة تعد مكونًا أساسيًا في تصنيع الألواح الشمسية والمعدات المرتبطة بها، ما يجعل الطلب الصناعي مرشحًا للارتفاع بقوة مع توسع الدول في خطط التحول الأخضر.

بديل استثماري للذهب

ولم يقتصر الزخم المتوقع على الجانب الصناعي فقط، حيث لفت عبده إلى أن المستثمرين بدأوا ينظرون إلى الفضة باعتبارها بديلاً أكثر جاذبية للذهب، الذي وصل إلى مستويات سعرية مرتفعة.

وأكد أن الفضة ما زالت أقل تكلفة نسبيًا، ما يمنحها فرصة لاستقطاب شريحة أوسع من المستثمرين الباحثين عن التحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية.

توكنة المعادن الثمينة 

وكشف عبده عن عامل ثالث يدعم صعود الفضة، يتمثل في تسارع وتيرة "توكنة" المعادن الثمينة، أي تحويلها إلى أصول رقمية قابلة للتداول، وأشار إلى أن تبني هذه الآلية من قبل مؤسسات دولية، وعلى رأسها مجلس الذهب العالمي، قد يفتح الباب أمام دخول مستثمرين من قطاعات مالية جديدة، بما يعزز الطلب على الفضة والذهب على حد سواء.

دور الصين

وأكد عبده أن بكين ستظل أحد أهم اللاعبين في سوق الفضة عالميًا، خاصة مع تصدرها تصنيع وتركيب الألواح الشمسية، وأوضح أن هذا الاتجاه مرشح للتوسع خلال عام 2026، مدفوعًا بتشريعات بيئية عالمية، من بينها آلية الكربون الحدودي، التي تدفع الشركات إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة.

التعريفات الأميركية

وبشأن المخاوف من فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على واردات الفضة، رأى عبده أن هذه التصريحات غالبًا ما تستخدم كأوراق ضغط في المفاوضات التجارية. 

وأضاف أن تنفيذ مثل هذه الخطوة قد يضر بالصناعات الأميركية الحيوية، مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، التي تعتمد بشكل كبير على الفضة.

تم نسخ الرابط