رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

جسر جوي أوروبي إلى دارفور: مساعدات عاجلة لمواجهة أسوأ أزمة إنسانية في السودان

المجاعة فى السودان
المجاعة فى السودان

كارثة إنسانية تتعمق في إقليم دارفور، وتحرك أوروبي طارئ يعكس حجم القلق الدولي من انهيار الأوضاع المعيشية. 

الاتحاد الأوروبي دشّن مساراً جوياً خاصاً لنقل المساعدات الإنسانية، في محاولة لاحتواء تداعيات الحرب المستمرة، وسط تحذيرات من تفاقم غير مسبوق للأزمة بعد تطورات ميدانية خطيرة.

جسر جوي أوروبي لمواجهة الانهيار الإنساني

مبادرة إنسانية جديدة أطلقها الاتحاد الأوروبي مع تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في إقليم دارفور. 

الجسر الجوي يهدف إلى إيصال مساعدات عاجلة إلى المناطق الأكثر تضرراً، في ظل صعوبات بالغة تواجه عمليات الإغاثة البرية نتيجة الوضع الأمني المتفجر.

الاتحاد الأوروبي أكد أن هذا التحرك يأتي استجابة لحاجات ملحّة، مع تزايد أعداد المحتاجين إلى الغذاء والدواء والمأوى داخل إقليم دارفور.

أولى الرحلات وتحميلات عاجلة

انطلاق أولى رحلات الجسر الجوي جرى يوم الجمعة 12 ديسمبر، حيث جرى تسليم نحو 100 طن من المساعدات الإنسانية. 

الشحنات خرجت من مستودعات المساعدات التابعة للاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع منظمات إنسانية شريكة تعمل في الميدان.
المساعدات شملت مواد غذائية أساسية، ومستلزمات طبية طارئة، واحتياجات إغاثية مخصصة للنازحين، في محاولة لتخفيف حدة المعاناة اليومية التي يعيشها ملايين المدنيين.

جدول زمني ممتد وقيمة مالية كبيرة

خطة الجسر الجوي تمتد على مدار شهري ديسمبر 2025 ويناير 2026، وفق ما أعلنه الاتحاد الأوروبي. 

الرحلات الجوية ستتواصل بوتيرة منتظمة لضمان تدفق مستمر للمساعدات، وعدم الاكتفاء بدعم مؤقت.
القيمة الإجمالية للعملية تبلغ نحو 3.5 مليون يورو، ما يعكس حجم الالتزام الأوروبي تجاه الأزمة السودانية، في وقت تعاني فيه المنظمات الإنسانية من نقص حاد في التمويل وصعوبات لوجستية متزايدة.

دارفور بعد سقوط الفاشر

تحذير أوروبي واضح رافق الإعلان عن الجسر الجوي، حيث أكد الاتحاد الأوروبي أن الأوضاع في دارفور تشهد تدهوراً متسارعاً بعد سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع. 

هذا التطور الميداني فاقم المخاوف من موجات نزوح جديدة، وانقطاع سلاسل الإمداد الأساسية عن آلاف الأسر.
الفاشر تمثل مركزاً حيوياً في الإقليم، وسقوطها انعكس مباشرة على قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المناطق المحيطة.

حرب مستمرة وكلفة بشرية فادحة

حرب أهلية دامية تشهدها السودان منذ أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي". 

الصراع خلّف عشرات الآلاف من القتلى، وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على النزوح داخل البلاد وخارجها.
الأمم المتحدة وصفت الوضع في السودان بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع انهيار الخدمات الأساسية، وتفشي الجوع، وانعدام الأمن في مساحات واسعة من البلاد.

مجاعة ومناطق منكوبة

إعلان المجاعة طال عدداً من المناطق، من بينها كادقلي، في مؤشر خطير على عمق الأزمة الغذائية. 

سكان تلك المناطق يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وسط عجز محلي عن الاستجابة، واعتماد شبه كامل على المساعدات الخارجية.
الجسر الجوي الأوروبي يمثل شريان حياة مؤقتاً، لكنه لا يغني عن الحاجة إلى حل سياسي شامل يضع حداً للحرب، ويتيح وصولاً آمناً ومستداماً للمساعدات الإنسانية.

تحرك إنساني ورسالة سياسية

خطوة الاتحاد الأوروبي تحمل بعداً إنسانياً وآخر سياسياً، إذ تعكس رسالة ضغط غير مباشرة على أطراف الصراع، وتأكيداً على أن المجتمع الدولي يراقب التطورات عن كثب.
دارفور تقف اليوم عند مفترق طرق، بين مساعدات جوية تحاول إنقاذ الأرواح، وحرب مفتوحة تهدد بمزيد من الانهيار، ما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة لمستقبل الإقليم والسودان بأكمله.

تم نسخ الرابط