رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

خليفة شحاتة.. الرجل الذي أعاد الحياة لحرفة الأقفاص وسط غزو البلاستيك

خليفة شحاته
خليفة شحاته

في ظل ضغوط الحياة وارتفاع الأسعار، تبقى الحرف اليدوية الأصيلة قادرة على الصمود، وتحكي قصص كفاح ونضال من الناس البسطاء الذين قرروا الحفاظ على مهنتهم حتى لا تختفي مع مرور الزمن.

عم خليفة شحاتة، من مركز أبو تيج في محافظة أسيوط، هو أحد هذه النماذج المشرفة التي حافظت على حرفة الأجداد بكل إتقان وصبر، إذ نشأ في بيئة عائلية متخصصة في صناعة الأقفاص والكراسي من جريد النخل، وبدأ يمتهن الحرفة منذ أن كان في السادسة من عمره. تعلمها على يد أهله وتدرج فيها حتى أصبح متمرسًا.

وفي حوار خاص مع "تفصيلة"، قال عم خليفة: "اتولدت لقيت العيلة كلها بتصنع أقفاص، قلت أشتغل معاهم ومن وقتها وأنا ماشي في السكة دي"، وقد اعتمد على جريد النخل كمادة أساسية لصنع الأقفاص والكراسي، وهي مادة بسيطة لكن لها قيمة كبيرة؛ حيث يتم جمع الجريد وتنظيفه وتجفيفه بعناية قبل دخوله في مرحلة التصنيع. وكل قطعة جريد لها استخدام خاص حسب سمكها وطولها.

وأكد خليفة، أن الجريد الطبيعي "عيش ومتين"، وهو قادر على تحمل الأوزان الثقيلة ومقاوم للظروف المختلفة، بالإضافة إلى أنه صديق للبيئة، مما جعله يواصل استخدامه في صناعة الأقفاص والكراسي رغم الانتشار الواسع للبلاستيك والمنتجات الجاهزة.

رغم التحديات، كان عمي خليفة دائم البحث عن لقمة العيش في أماكن متعددة، فقبل ثلاثة أشهر قرر أن يسافر إلى المنيا بحثًا عن رزقه، ليواصل صناعة الأقفاص والكراسي وعدايات الطماطم، هذه الحرفة تتطلب صبرًا وعملاً شاقًا، حيث يبدأ يومه من الساعة 8 صباحًا وحتى منتصف الليل، بينما يعتبر يوم الجمعة هو يوم راحته الوحيد من كثرة العمل.

ويصل سعر القفص الكبير إلى 15 جنيهًا، والصغير إلى 12 جنيهًا، ويصنع حوالي 30 قفصًا و15 عداية طماطم يوميًا، بالإضافة إلى الكراسي التي تحظى بإقبال كبير في البيوت والأراضي الزراعية، ورغم غربته، لا ينسى عمي خليفة أهله؛ حيث يسافر إلى أسيوط كل 20 يومًا ليقضي أربعة أيام مع عائلته ثم يعود مجددًا إلى المنيا لاستكمال عمله.

عم خليفة شحاتة هو نموذج إنساني يبرز معاني الكفاح والصبر، ويثبت أن الحرف اليدوية يمكن أن تظل حية طالما هناك أشخاص مخلصون يحافظون على قيمها الاقتصادية والبيئية.

تم نسخ الرابط