رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مسيرة الموت تضرب مستشفى الدلنج.. سبعة قتلى وجرحى مدنيين في تصعيد خطير بجنوب كردفان

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع

تصعيد دموي جديد تشهده مدن جنوب كردفان، مع انتقال الهجمات بالطائرات المسيّرة إلى المرافق الصحية، في تطور ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية. 

مستشفى الدلنج العسكري تحوّل إلى ساحة استهداف مباشر، وسط حصار خانق وواقع أمني متدهور يهدد حياة المدنيين والمرضى.

هجوم مسيّر يستهدف مستشفى الدلنج

هجوم جوي مفاجئ نفذته طائرة مسيّرة استهدف مستشفى عسكرياً في مدينة الدلنج، الواقعة بولاية جنوب كردفان وسط السودان.

مصدر طبي بالمستشفى أكد سقوط سبعة قتلى من المدنيين، إلى جانب إصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة، خلال الهجوم الذي وقع الأحد.

إصابات الهجوم شملت مرضى ومرافقين كانوا داخل مستشفى الدلنج وقت الاستهداف، ما يعكس خطورة الضربة واتساع نطاقها داخل مرفق يقدم خدماته للمدنيين والعسكريين دون تمييز.

المصدر الطبي أوضح أن المستشفى يعمل في ظروف شديدة الصعوبة نتيجة الحصار ونقص الإمكانيات، مطالباً بعدم الكشف عن هويته.

الدلنج تحت الحصار والسيطرة العسكرية

مدينة الدلنج لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش السوداني، لكنها تعاني حصاراً خانقاً تفرضه قوات الدعم السريع، ما يضاعف معاناة السكان ويحد من وصول الإمدادات الطبية والإنسانية. 

واقع الحصار جعل أي هجوم جوي أو بري يحمل آثاراً كارثية على المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

استهداف مستشفى الدلنج مثّل صدمة كبيرة للسكان، باعتباره الملاذ الأخير لعلاج الجرحى والمرضى، في ظل تراجع الخدمات الصحية وانعدام البدائل الآمنة.

كادوقلي تحت النار والذعر يسيطر على السكان

تصعيد الدعم السريع لم يقتصر على الدلنج، بل امتد إلى مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. 

هجمات متكررة بطائرات مسيّرة ركزت على الأحياء الشرقية للمدينة، بحسب مصادر ميدانية، ما تسبب في حالة واسعة من الذعر والهلع بين السكان.

حالة الرعب سيطرت على الشوارع، مع سماع دوي الانفجارات وتحليق الطائرات المسيّرة، وسط مخاوف من توسع دائرة الاستهداف لتشمل مرافق مدنية أخرى.

تمدد الدعم السريع ومعركة السيطرة

تحركات الدعم السريع في إقليم كردفان تأتي ضمن سياق توسع عسكري بدأ بالتمدد شرقاً في الإقليم الغني بالنفط، والمقسّم إلى ثلاث ولايات.

سيطرة القوات أواخر أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، فتحت الطريق أمام تعزيز النفوذ في مناطق استراتيجية جديدة.

إقليم كردفان يتمتع بأهمية استثنائية، كونه منطقة زراعية رعوية واسعة، إضافة إلى موقعه الحيوي كحلقة وصل عسكرية ولوجستية بين مناطق سيطرة الجيش شمالاً وشرقاً ووسطاً، وإقليم دارفور غرباً.

هدف استراتيجي: كسر الدفاعات واستعادة الخرطوم

تحليل المشهد العسكري يكشف أن تركيز الدعم السريع على جنوب كردفان يهدف إلى كسر القوس الدفاعي الأخير للجيش حول وسط السودان. 

سعي استراتيجي واضح يظهر في نشر مقاتلين وطائرات مسيّرة وميليشيات متحالفة داخل الإقليم.

حرب مفتوحة مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتخذ منحى أكثر شراسة مع انتقال العمليات إلى العمق المدني. 

استعادة العاصمة الخرطوم ومدن كبرى أخرى تظل الهدف الأبرز، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر وسط صمت دولي ومخاوف متزايدة من انهيار شامل للأوضاع الإنسانية.

تم نسخ الرابط