تصعيد بلا تسوية: إيران تصطدم بالوكالة الذرية وتغلق باب الحل القريب
مواقف متشددة تعود إلى الواجهة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط تبادل اتهامات متصاعد وانسداد سياسي واضح.
تصريحات رسمية إيرانية ترسم صورة قاتمة لمستقبل التعاون، وتضع مسؤولية التعقيد على ما تصفه بازدواجية المعايير وتجاهل الاعتداءات.
تشاؤم رسمي إيراني من مسار الأزمة
تشاؤم واضح عبّرت عنه إيران حيال إمكانية التوصل إلى حل قريب لأزمتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي الأحد، عكست قناعة راسخة داخل طهران بعدم جدوى المسار الحالي.
موقف بقائي أكد أن الظروف القائمة والمقاربات التي وصفها بغير المنصفة، إضافة إلى تحميل طرف واحد المسؤولية، تقود إلى طريق مسدود يمنع الوصول إلى تسوية.
لغة انتقادية استخدمها المسؤول الإيراني لتوصيف أداء الوكالة، معتبراً أن أسلوب العمل القائم يفتقر إلى التوازن والحياد، ويغفل عناصر أساسية يفترض أن تكون حاضرة في أي تقييم مهني للملف النووي الإيراني.
انتقادات مباشرة لجروسي وإدارة الوكالة
اتهامات صريحة وُجهت إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي.
بقائي رأى أن جروسي يكرر بشكل دائم عبارات وادعاءات لا تنسجم مع الوقائع على الأرض، وفق تعبيره.
هذا التوصيف يعكس تدهور الثقة بين الجانبين، ويؤشر إلى قطيعة سياسية تتجاوز الخلافات التقنية المعتادة.
خطاب إيران اعتبر أن تصريحات جروسي تساهم في تعقيد المشهد بدلاً من تهدئته، وتُستخدم، من وجهة النظر الإيرانية، كغطاء سياسي لممارسة ضغوط إضافية.
تجاهل الاعتداءات على المنشآت النووية
أسف إيراني عبّرت عنه الخارجية تجاه ما وصفته بتجاهل متعمد من جروسي ومجلس محافظي الوكالة لحقيقة تعرض المنشآت النووية السلمية الإيرانية لهجمات غير قانونية.
بقائي أشار إلى غياب أي إدانة، حتى الرمزية، للاعتداءات التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبراً أن هذا الصمت يضرب مصداقية الوكالة.
رواية إيران شددت على أن تجاهل تلك الهجمات يتناقض مع الدور المفترض للوكالة في حماية المنشآت النووية السلمية وضمان عدم استهدافها.
قرار مجلس المحافظين يزيد التوتر
تصعيد جديد مثله قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية، الصادر في نوفمبر الماضي، والذي دعا إيران إلى التعاون الكامل والسريع.
القرار طالب بتقديم معلومات دقيقة حول مخزون اليورانيوم المخصب بمستويات تقترب من عتبة تصنيع الأسلحة، إضافة إلى السماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى المواقع النووية.
موقف إيراني سابق جاء برفض ضمني لهذا المسار، خاصة بعد تعليق التعاون مع الوكالة، على خلفية اتهامات بتسريب معلومات حساسة إلى إسرائيل وعدم إدانة الهجمات العسكرية.
خلفية الحرب والمحادثات النووية المتعثرة
حرب استمرت 12 يوماً شكّلت نقطة تحول حاسمة في مسار الأزمة.
الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على الأراضي الإيرانية، ثم انضمام الولايات المتحدة عبر قصف منشآت نووية داخل إيران، أنهيا عملياً أي أمل قريب بإحياء المفاوضات.
سياق تلك التطورات جاء بعد خمس جولات من المحادثات النووية بين واشنطن وإيران بوساطة سلطنة عُمان خلال عام 2025، من دون تحقيق اختراق حاسم.
استعداد إيراني للجولة السادسة قوبل بتصعيد عسكري غيّر قواعد اللعبة بالكامل.



