رغم توترات الإمدادات والضغوط الجيوسياسية.. النفط ينهي الأسبوع على انخفاض

واصلت أسعار النفط تحركاتها المحدودة خلال ختام تعاملات الأسبوع، حيث أنهت الجلسات على تراجع أسبوعي واضح، في ظل مزيج معقد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، فبين مخاوف فائض المعروض عالميًا، وترقب الأسواق لاحتمالات انفراجة سياسية بين موسكو وكييف، تتزايد في المقابل الهواجس المرتبطة بأمن الإمدادات، خاصة في مناطق حساسة مثل فنزويلا والشرق الأوسط.

وأبقت هذه المعادلة المتشابكة أسعار الخام في نطاق ضيق، مع ميل هبوطي يعكس حالة عدم اليقين التي تهيمن على أسواق الطاقة.

تراجع محدود في الأسعار 

وأنهت أسعار النفط تعاملات أمس على انخفاض طفيف، حيث فقد خام برنت جزءًا محدودًا من قيمته ليغلق عند مستوى 61.12 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسوية عند 57.44 دولارًا للبرميل، ورغم محدودية الخسائر اليومية، فإن هذه الأرقام تعكس استمرار الضغوط التي تواجه السوق، خاصة مع تسجيل الخامين خسائر أسبوعية ملموسة.

لا يفوتك

بعد احتجاز ناقلة فنزويلية.. المخاوف الجيوسياسية تعيد النفط للصعود

النفط بين ضغوط المعروض وترقب الفيدرالي.. أسواق الطاقة تبحث عن بوصلة جديدة

وفرة المعروض يكبح أي صعود

ويرى محللون أن وفرة المعروض لا يزال العامل الأبرز في كبح أي محاولات لارتفاع الأسعار، حيث أشار جانيف شاه، المحلل لدى شركة "ريستاد إنرجي"، إلى أن السوق لا تزال تتلقى إشارات متباينة، فبينما توجد عوامل داعمة، فإن الصورة العامة للمعروض العالمي تظل مريحة نسبيًا، مما يقلص فرص الصعود القوي في الأجل القصير.

فنزويلا في دائرة القلق الأمريكي

في المقابل، تظل فنزويلا عنصر توتر رئيسي في السوق، حيث أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة تستعد لتشديد إجراءاتها ضد شحنات النفط الفنزويلي، بما في ذلك اعتراض مزيد من السفن، عقب احتجاز ناقلة خلال الأسبوع، وهذه التطورات تثير مخاوف من تعطل الإمدادات، لكنها لم تكن كافية حتى الآن لإحداث تحول صعودي في الأسعار.

تراجع صادرات روسيا 

وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات القطاع أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحرًا سجلت تراجعًا طفيفًا في نوفمبر مقارنة بأكتوبر، ويرجع ذلك إلى انتهاء أعمال صيانة في عدد من المصافي، مما ساعد في تعويض الانخفاض في الصادرات عبر بعض المسارات الجنوبية، مثل البحر الأسود وبحر آزوف، ليبقى التأثير الكلي محدودًا.

توترات إقليمية وخسائر أسبوعية

وإقليميًا، أضافت خطوة إيران بمصادرة ناقلة أجنبية في خليج عمان، بزعم تهريب وقود، بعدًا جديدًا لحالة القلق في أسواق الطاقة، خاصة في ظل حساسية الممرات البحرية الحيوية.

وعلى مدار الأسبوع، تكبد خاما برنت وغرب تكساس خسائر تجاوزت 4%، مع سيطرة الضبابية على توقعات السوق، وتشير بيانات منظمة "أوبك" إلى اقتراب توازن المعروض والطلب عالميًا بحلول 2026، في رؤية تختلف عن تقديرات وكالة الطاقة الدولية، وتعكس نظرة أكثر تحفظًا مقارنة بتوقعات المنظمة السابقة، وبين هذه التقديرات المتباينة، تبقى أسواق النفط رهينة للتطورات السياسية وحسابات المعروض في المرحلة المقبلة.