منة تطلب الخلع من زوجها: "بيخوني مع جارتي"
لم تكن منة تتخيّل يومًا أن البيت الهادئ الذي بنته بقلبها قبل عقلها سيصبح فجأة أكثر الأماكن وجعًا. شابة تبلغ من العمر 25 عامًا، ظنّت أن حياتها الزوجية تمضي في طريقها الطبيعي، قبل أن تبدأ تلاحظ نظرات غريبة وتغيّرات صغيرة، لكنها كانت كافية لتوقظ داخلها أسئلة لم تتمنَّ يومًا أن تبحث لها عن إجابة. كانت تشعر أن شيئًا ما ينقص في عيني زوجها؛ شيئًا لم تفهمه في البداية، لكنه كان يمهّد لطعنة لم تتوقع قسوتها.
منة تطلب الخلع من زوجها: "بيخوني مع جارتي"
بدأت القصة حين لاحظت تردّد زوجها المستمر على شقّة جارتهما. حاولت في البداية إقناع نفسها بأن الأمر بسيط: مساعدة عابرة أو سؤال يخصّ البيت.
لكن التفاصيل التي رصدتها كانت أكبر من أن تُتجاهل: زيارات في أوقات متأخرة، رسائل يخفيها، ونظرة مختلفة لم تستطع فهمها؛ كان قلبها أول من دقّ ناقوس الخطر.
مرت الأيام وازداد شكّها كلما ازداد غياب زوجها. كانت منة تراقب بصمت وهي تكرر أمام نفسها: "يمكن أكون غلطانة". لكن ما كانت تخشاه وقع بالفعل؛ فكانت الخيانة أقرب إليها ممّا تخيلت. وفي إحدى الليالي، سقط الستار بالكامل، وعرفت منة حقيقة العلاقة بين زوجها وجارتها بعدما رأت الحقيقة بعينيها. لحظة واحدة كانت كفيلة بأن توقف الزمن وتزرع في قلبها وجعًا لا يوصف.
حاولت منة للحظة أن تفكر: هل تستمر؟ هل تغفر؟ لكن الوجع كان أكبر من قدرتها على التفريط في كرامتها. وكلما حاولت التفكير بعقلها، كان صوت داخلها يصرخ: "اللي خان مرة هيخون تاني"، عندها أدركت أن ما بينهما انتهى، وأن البيت الذي يُبنى على خيانة لا يمكن أن يكون بيتًا.
حملت أوراقها وتوجّهت إلى محكمة الأسرة في التجمع. كانت خطواتها ثابتة رغم المعركة الدائرة بداخلها بين الألم والقوة، ووقفت أمام القاضي وروت قصتها بلا مبالغة ولا تجميل، مؤكدة أنها لا تريد سوى حقّها في حياة مستقرة، وأن طلب الخُلع ليس هروبًا، بل القرار الوحيد الذي يحفظ لها نفسها وكرامتها.