"البيئة" تسيطر على الموقف: ضبط تمساح الزوامل وإعادته لبيئته الطبيعية
شهدت قرية الزوامل التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية حالة من القلق بعد بلاغات متتالية عن ظهور تمساح في أحد المصارف العمومية الواقعة، التي أثارت دهشة الأهالي ومخاوفهم، دفعت الجهات المعنية للتحرك الفوري. وفي غضون ساعات، تحولت القرية إلى مسرح لعملية بيئية دقيقة، انتهت بضبط التمساح ونقله إلى بيئته الطبيعية.
وفي بيان رسمي، أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، نجاح العملية بالكامل بعد تنسيق موسع بين جميع الجهات المختصة.
تحرك فوري بعد البلاغ.. خطة طوارئ لإنقاذ المواطنين
وفور تلقي وزارة البيئة بلاغًا يؤكد رصد تمساح داخل مصرف بلبيس العمومي بمنطقة الزوامل، أصدرت الدكتورة منال عوض تعليمات عاجلة بالانتقال الفوري إلى الموقع.
التحرك شمل: وحدة صيد التماسيح بالإدارة العامة للمحميات الطبيعية واللجنة الفنية بمحافظة الشرقية ومديرية الطب البيطري وإدارة البيئة بالمحافظة والفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة وفريق الإنقاذ النهري بمديرية أمن الشرقية، وهذه الجهات بدأت منذ اللحظة الأولى تنفيذ عمليات رصد ومتابعة ميدانية استمرت لأيام، شملت تمشيط مناطق متعددة داخل المصرف لتحديد موقع التمساح بدقة.
تفاصيل العملية.. كيف تم الإمساك بالتمساح؟
بعد سلسلة عمليات مسح ميداني استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرين، رصدت الفرق البيئية الموقع الدقيق للتمساح.
ووفقًا لوزارة البيئة، فقد تمت عملية الإمساك باستخدام الإجراءات الفنية المعتمدة من وحدة صيد التماسيح، والتي تتضمن أساليب آمنة تضمن عدم إلحاق أي ضرر بالكائن أو بفرق التنفيذ.
وقام فريق الإنقاذ النهري بتأمين محيط المنطقة بالكامل أثناء العملية، لضمان سلامة المواطنين، خاصة أن المصرف يقع بالقرب من مزارع وأراضٍ مفتوحة يرتادها السكان بشكل يومي.
فحص التمساح.. عمر صغير ونوعية خطرة
عقب ضبط التمساح، أجرت الفرق البيطرية والمعنية فحصًا شاملًا له، وكشفت النتائج:
الطول: نحو 85 سم
العمر: لا يتجاوز عامين
النوع: تمساح نيلي (من الأنواع المحظور تربية أفرادها أو التعامل معها دون تصريح)
ورغم صغر سنه، أكد الخبراء أن وجود تمساح نيلي داخل مصرف زراعي يمثل تهديدًا حقيقيًا، سواء للحياة البرية أو للمواطنين، إذ يُعد هذا النوع من أشرس التماسيح وأكثرها قدرة على التكيف.
محور رابع: للعودة إلى بحيرة ناصر.. إجراءات قانونية لحماية التوازن البيئي
وأوضحت الدكتورة منال عوض أن الوزارة تعمل الآن على إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لاستصدار قرار النيابة العامة الذي يسمح بإعادة التمساح إلى بيئته الطبيعية في بحيرة ناصر.
هذا الإجراء يُعد جزءًا من سياسة الوزارة للحفاظ على التوازن البيئي ومنع نقل الأنواع البرية إلى بيئات غير مناسبة قد تهدد حياة السكان أو تعرّض النظام البيئي للخلل.
مناورات في الميدان.. كيف استعادت الزوامل هدوءها؟
التحرك السريع الذي نفذته الجهات المختصة لم يكن مجرد استجابة يومية، بل عملية طوارئ متكاملة شملت، رصد مستمر على مدار 24 ساعة وتمشيط كامل للمصرف وتأمين المنطقة من خلال قوات الإنقاذ النهري وتنسيق بين الأجهزة التنفيذية والبيطرية والبيئية، وهذه المنظومة المتكاملة أسفرت عن إحكام السيطرة على الموقف، وبث الطمأنينة مجددًا بين الأهالي الذين تابعوا الواقعة لحظة بلحظة.