تراجع أسهم التكنولوجيا عالميًا يعيد التوتر للأسواق بعد خفض الفيدرالي للفائدة الأميركية

اختفت حالة التفاؤل التي سادت الأسواق العالمية عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، بعدما عادت الضغوط لتسيطر على أسهم التكنولوجيا وتدفع مؤشرات الأسهم الآسيوية والأميركية نحو مسار أكثر حذرًا. 

وفي وقت كان المستثمرون يأملون أن يشكل قرار الفيدرالي بداية دورة تيسير ممتدة، جاءت نتائج شركة "أوراكل" المخيبة، إلى جانب إشارات أقل تفاؤلًا من البنك المركزي الأميركي، لتعيد التوتر إلى الأسواق وتُضعف موجة الصعود التي لم تدم طويلًا.

هبوط أسهم التكنولوجيا يقود تراجع العقود الآجلة

وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 في التعاملات الآسيوية بما يصل إلى 1.1% تحت ضغط عمليات بيع واسعة لأسهم التكنولوجيا، وهو ما محا المكاسب التي حققها أحد المؤشرات الإقليمية في بداية الجلسة.

وسجلت نتائج شركة "أوراكل" ضربة قوية لقطاع التكنولوجيا، بعدما انخفض سهم الشركة بأكثر من 10% في التداولات الممتدة إثر إعلان تباطؤ نمو خدمات الحوسبة السحابية خلال الربع الثاني، دون توقعات المحللين.

هذا التراجع أعاد إشعال المخاوف بشأن قدرة قطاع الذكاء الاصطناعي على الحفاظ على وتيرة النمو القياسية التي دعمته طوال العام، خاصة أن أوراكل تعد أحد المؤشرات الرئيسة للإنفاق العالمي على مراكز البيانات الضخمة، كما خسرت بتكوين أكثر من 2% في إشارة إلى تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، فيما هبطت عقود إس آند بي 500 بنسبة 0.6%.

موجة صعود وول ستريت تصطدم بواقع الفيدرالي

ورغم أن الأسهم الأميركية كانت قد أنهت جلسة الأربعاء على ارتفاع قدره 0.7% مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية، فإن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول الذي أكد أن الاقتصاد يتحسن مع انحسار الضغوط التضخمية لم تخف حالة الانقسام داخل البنك المركزي. 

فقد شهد الاجتماع اعتراض ثلاثة مسؤولين على قرار خفض الفائدة، في أول انقسام بهذا الحجم منذ عام 2019، بينما أبقى الفيدرالي على توقع خفض واحد فقط في عام 2026، ما بدا أقل دافعية للأسواق مما كانت تأمله.

ويشير محللون إلى أن نتائج “أوراكل” جاءت لتزيد الأمور تعقيدًا، حيث قال بيلي ليونغ من “جلوبال إكس مانجمنت” إن أداء الشركة يمثل اختبارًا حقيقيًا لسلسلة استثمارات الذكاء الاصطناعي حول العالم، معتبرًا أن ضعف الطلب على البنية التحتية للحوسبة السحابية يعكس تباطؤًا محتملاً في وتيرة توسّع القطاع.

الأسواق الآسيوية في حالة ترقب رسوم المكسيك

وبالتزامن مع هذه التطورات، انشغل متداولو آسيا بتقييم أثر الرسوم الجديدة التي أقرها البرلمان المكسيكي على واردات المنطقة، وسط متابعة دقيقة لمزاد السندات اليابانية لأجل 20 عامًا، وانتظار قرار البنك المركزي الفلبيني الذي تتوقع الأسواق أن يخفض الفائدة للمرة الخامسة على التوالي.

وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنقطة أساس واحدة في تعاملات الخميس، بعد انخفاض أكبر في الجلسة السابقة، بينما استمر تراجع العائد على السندات لأجل عامين في ظل الضبابية التي تحيط بالسياسة النقدية.

النفط يرتفع والذهب يتراجع

وفي أسواق السلع، واصل النفط تعافيه بدعم من احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة فنزويلا، مما رفع المخاطر الجيوسياسية في المنطقة وأوقف تدفق شحنات إضافية من الخام الفنزويلي، بينما تخلى الذهب عن مكاسب سجلها في بداية الجلسة، وحافظت الفضة على مستوياتها المرتفعة.

من جانبه، حذر نيك تويدال المحلل في “إيه تي جلوبال ماركتس” من أن الأسواق قد تشهد تحركات حادة خلال الجلسات المقبلة، معتبرًا أن التوجيهات المستقبلية للفيدرالي جاءت “أقل إشراقًا” مما كان يؤمله المستثمرون، ما يمهد لفترة من التقلبات في انتظار مؤشرات اقتصادية جديدة.