رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

العالم يترقب مرحلة تيسير نقدي جديدة.. خفض الفائدة يطرق أبواب الفيدرالي الأمريكي

الاحتياطي الفيدرالي
الاحتياطي الفيدرالي

يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير في 2025 خلال الساعات المقبلة، وسط حالة ترقب غير مسبوقة، حيث إن خفض الفائدة المحتمل لن يحدد فقط اتجاه الدولار، بل سيمتد تأثيره إلى أسواق الأسهم والذهب والسندات والاقتصادات الناشئة. 

وبين تباطؤ سوق العمل وهبوط التضخم من جهة، وضغوط الإدارة الأمريكية من جهة أخرى، يواجه الفيدرالي اختبارًا دقيقًا لضبط دفة السياسة النقدية دون الإضرار بمسار النمو. 

توقعات قوية بخفض الفائدة

يعقد الفيدرالي اجتماعه وسط توقعات قوية بخفض الفائدة بواقع 0.25% للمرة الثالثة تواليًا، بعد أن خفضت بالفعل 0.5% في الاجتماعين السابقين لتستقر حاليًا بين 3.75% و4%. 

وتستند هذه التقديرات إلى تراجع التضخم وظهور مؤشرات ضعف في سوق العمل، وهو ما دفع العديد من بنوك الاستثمار إلى ترجيح بدء دورة تيسير تمتد حتى 2026.

وأكد خبراء الاقتصاد أن استطلاعات دولية حديثة أظهرت تحولا في أولويات الفيدرالي، حيث لم يعد التضخم هو التهديد الأكبر، بل تباطؤ التوظيف، في ظل إعلان عدد من الشركات الأمريكية عن موجات تسريح مؤخرًا.

المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي | مجلة المجلة

بيانات اقتصادية تدفع الاحتياطي للتيسير

وتوضح البيانات الأخيرة أن التضخم استقر عند 3% في سبتمبر، مع ضعف نسبي في الإنفاق الاستهلاكي وارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%. 

وفي المقابل،سجلت زيادة مفاجئة في الوظائف بنحو 110 آلاف وظيفة، مما يعكس صورة مختلطة تزيد من حذر الفيدرالي في اتخاذ القرار.

وتأخر صدور بيانات التضخم بسبب الإغلاق الحكومي الطويل يجعل صانعي السياسة النقدية أمام بيانات ناقصة، مما يزيد من احتمال خفض تدريجي للفائدة إلى أن تتضح الصورة في بداية 2026.

الاتجاه يغلبه التيسير

وتشير تصريحات عدد من مسؤولي الفيدرالي كريستوفر والر، وماري دالي، وستيفن ميران، إلى دعم واضح لخفض الفائدة في ديسمبر، فيما تتبنى سوزان كولينز نهجًا أكثر حذرًا، ورغم هذا التباين، يرجح أغلب الأعضاء أن الوقت الحالي يستدعي دعم النمو بدلًا من التشدد النقدي.

وتعكس تقديرات أداة CME FedWatch هذا الاتجاه أيضًا، حيث تسعر الأسواق احتمال الخفض بنسبة تتجاوز 87%.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي يثبت معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ مارس 2022 |  الشرق

الأسواق بين سيناريوهين

وتتوقع المؤسسات المالية سيناريوهين رئيسيين، وهما:

سيناريو تيسيري: خفض الفائدة مع لهجة مطمئنة من جيروم باول بشأن التضخم، مما قد يدفع الدولار للتراجع، مقابل صعود الذهب، الأسهم الأمريكية، والعملات الرقمية.

سيناريو حذر: خفض الفائدة مع الإشارة إلى توقف مؤقت، مما يعزز قوة الدولار ويضغط على الذهب وأسواق الأسهم والبيتكوين.

تم نسخ الرابط