رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

رجب على الأبواب.. 13 يومًا تفصل المسلمين عن بداية الشهر المبارك

رجب
رجب

مع اقتراب دخول شهر رجب لعام 1447 هجريًا، يتابع المسلمون في مختلف أنحاء العالم المستجدات الفلكية المتعلقة ببداية هذا الشهر الذي يحتل مكانة روحية خاصة في الوجدان الإسلامي.

ووفقًا للحسابات الصادرة عن معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، لم يتبق سوى ثلاثة عشر يومًا على حلول هذا الشهر الذي يُعد فاتحة النفحات الإيمانية المؤدية إلى شعبان ثم رمضان، في رحلة روحانية تتجدد كل عام.

وبحسب المختصين، فإن ولادة هلال رجب لهذا العام باتت قريبة، ما يضفي أجواء من الترقب والتأمل المرتبطة بفضائل هذا الشهر الذي ينتمي للأشهر الحرم ذات القدسية الخاصة في القرآن الكريم.

موعد ميلاد الهلال.. لحظة فلكية تُحدد بداية الشعائر

تشير الحسابات الفلكية إلى أن هلال شهر رجب سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة قبل الفجر بتوقيت القاهرة يوم السبت الموافق 29 من جمادى الآخرة 1447 هـ، والذي يوافق 20 ديسمبر 2025، وهو يوم الرؤية الشرعية.

هذه اللحظة الفاصلة تُعد الأساس العلمي الذي تُبنى عليه عملية تحديد غرة الشهر، قبل أن يتم التأكد من خلال الرصد البصري عبر لجان استطلاع الهلال.

فترة بقاء الهلال في السماء… مؤشر يُحدد إمكانية الرؤية

توضح البيانات الفلكية أن الهلال سيمكث بعد غروب الشمس لمدة تختلف من مكان لآخر:

مكة المكرمة: 14 دقيقة

القاهرة: 10 دقائق

باقي محافظات مصر: بين 8 و14 دقيقة

المدن العربية والإسلامية: ما بين 5 و27 دقيقة

أنقرة (تركيا): يغرب الهلال فيها متزامنًا مع غروب الشمس

ويُعد مكث الهلال لمدة مناسبة بعد الغروب من أهم العوامل التي تُرجح إمكانية رؤيته بالعين المجردة، وهو ما يعطي مؤشرات أولية على ثبوت هلال رجب.

غرة رجب فلكيًا… موعد متوقع لبدء الشهر الكريم

بحسب معمل أبحاث الشمس، من المنتظر أن تكون غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر 2025.
إلا أن الإعلان الرسمي يظل مرتبطًا بنتيجة الرصد الشرعي الذي تُعلنه دار الإفتاء المصرية بعد اكتمال أعمال اللجان المتخصصة.

استعدادات اللجان لرصد الهلال… تنسيق بين الفلك والشرع

تستعد اللجان العلمية لاستطلاع الهلال مساء السبت 20 ديسمبر 2025، حيث تدفع الجهات المختصة بسبع لجان رئيسية موزعة على عدة محافظات: مطروح والفيوم وسوهاج وقنا وأسوان والخارجة ولجنة المعهد في حلوان.

وتضم هذه اللجان خبراء من معمل أبحاث الشمس، وقسم الفلك، ودار الإفتاء، ليتم بعد الرصد رفع النتيجة إلى مفتي الجمهورية لإعلان الموقف الشرعي النهائي.

الفضل الديني لشهر رجب.. مكانة راسخة منذ فجر الإسلام

يحمل شهر رجب منزلة عظيمة في التشريع الإسلامي، فهو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي نص عليها القرآن الكريم في قوله تعالى:
﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.

وقد عرفت العرب هذا الشهر بتسميات عديدة تعظيمًا له، مثل: الفرد والأصم.

كما ذكر ابن دحية في مؤلفاته، بسبب انفراده عن الأشهر الحرم الأخرى وعدم وقوع القتال فيه.

ما ورد في السنة.. دلالات على التعظيم القديم لهذا الشهر

رغم قلة الأحاديث الصحيحة الخاصة بفضل رجب تحديدًا، إلا أن بعض النصوص تشير إلى مكانته ضمن الدورة الإيمانية السنوية.

ومن ذلك حديث النسائي عن أسامة بن زيد الذي سأل النبي ﷺ عن كثرة صيامه في شعبان، فأوضح أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، في إشارة إلى الارتباط الروحي بين هذه الأشهر.

ويستشف العلماء من هذا الحديث أن رجب كان معروفًا بتعظيمه بين المسلمين، وأنه يمثل مقدمة لمرحلة استعدادية روحية تسبق قدوم رمضان

التقويم الهجري.. نظام يرتبط بحركة القمر وبالهوية الإسلامية

يعتمد التقويم الهجري اعتمادًا كاملا على حركة القمر في دورانه حول الأرض، وتتكون سنته من اثني عشر شهرًا تبدأ بالمحرّم وتنتهي بذي الحجة.

وقد أقر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعتماد الهجرة النبوية بدايةً للتقويم، ليصبح مرجعًا ثابتًا للشعائر الإسلامية مثل الصيام والحج والزكاة.

تم نسخ الرابط