الصين تعلن عن أسرع إنترنت في التاريخ.. طفرة تقنية أم تهديد يغيّر قواعد اللعبة عالميًا؟

في خطوة تُعدّ نقطة تحوّل كبرى في عالم الاتصالات الرقمية، كشفت الصين عن إطلاق أول شبكة إنترنت عريض النطاق بسرعة 10 غيغابايت في الثانية، لتفتح الباب أمام عصر جديد من السرعات الفائقة والتطبيقات المتقدمة التي تتجاوز حدود الاستخدام التقليدي للإنترنت.

وجاء الإعلان من مدينة شيونغان المستقبلية، التي أصبحت خلال سنوات قليلة حقلاً تجريبيًا رائدًا للتقنيات الثورية التي تراهن عليها بكين لصياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي ومع دخول “10G” حيّز التشغيل، بات العالم على أعتاب سباق تقني جديد يُعيد تعريف كيفية عمل الشركات، وطريقة استهلاك المحتوى، وحدود الاتصال البشري والذكاء الاصطناعي.

الصين تعلن رسميًا إطلاق أول شبكة 10G في العالم

أطلقت الصين أول شبكة إنترنت في العالم تعمل بسرعة 10 جيجابايت في الثانية داخل مدينة شيونغان الحديثة، لتصبح النموذج الأول عالميًا في تطبيق هذا الجيل من الشبكات الفائقة الإعلان اعتُبر خطوة استراتيجية تعزز مكانة الصين كأحد أهم اللاعبين في صناعة الاتصالات والتكنولوجيا عالميًا.

وجاء الكشف عن الشبكة من خلال تقرير عرضته قناة “العربية”، حيث أوضح أن المشروع تم تطويره بفضل التعاون بين شركتي هواوي وتشاينا يونيكوم، اللتين تُعدّان من أكبر المؤسسات العاملة في البنية التحتية الرقمية في الصين والعالم.

تقنية بسرعة 50 جيجابايت في الثانية.. قفزة تتجاوز التوقعات

وبحسب تفاصيل التقرير، فإن التقنية الجديدة لا تقتصر على نطاق 10G فقط، بل تعتمد أيضًا على قدرة تصل إلى 50 جيجابايت في الثانية داخل الأنظمة المتطورة التي طوّرتها الشركتان، لتقدم سرعة غير مسبوقة تُحدث تغييرًا جذريًا في مختلف التطبيقات اليومية.

ثورة في الاستخدامات المنزلية والشخصية

القدرة على تنزيل الأفلام في ثانية واحدة فقط.

تشغيل الألعاب السحابية دون أي تأخير أو انقطاع.

نقل البيانات الضخمة في وقت شبه لحظي.

دعم المنازل الذكية والروبوتات المنزلية بتجربة اتصال مستقرة وسريعة.

تطبيقات تتجاوز حدود الترفيه

تطور كبير في تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

إمكانات هائلة في التعليم الرقمي وبيئات المحاكاة المتقدمة.

دعم مشاريع المدن الذكية التي تعتمد على تحليل البيانات في الوقت الفعلي.

تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي عبر توفير اتصال فائق السرعة للخوادم والمحطات الطرفية.

شيونغان.. المدينة التي تُجسّد رؤية الصين للتقنيات المستقبلية

بحسب موقع gizmochina، تُعد مدينة شيونغان، الواقعة على بُعد 70 ميلاً جنوب غرب بكين، واحدة من أهم المشاريع الحضرية التي أُعلن عنها عام 2017 ضمن رؤية الرئيس شي جين بينغ لبناء “مدينة نموذجية للمستقبل”.

مدينة ولدت من فكرة.. وتحوّلت إلى مركز تكنولوجي عالمي

خُطط لها أن تكون العاصمة الإدارية الثانية للصين لتخفيف الضغط عن بكين.

تم تصميمها لاستضافة أحدث شبكات النقل الذكية والبنية الرقمية المتقدمة.

تُستخدم كمختبر فعلي لتجارب الاتصالات، الطاقة الذكية، والتنمية الحضرية الرقمية.

لماذا اختارت الصين شيونغان لتطبيق 10G؟

لأنها مدينة جديدة بالكامل، مما يسمح ببناء بنية تحتية رقمية “من الصفر”.

لكونها مركزًا لاستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

ولأنها ميدانًا لسياسات ابتكارية تشمل شبكات الجيل الجديد، والمدن الذكية، والبيانات الضخمة.

سباق عالمي جديد قد تُعيد الصين تشكيل ملامحه

إطلاق شبكة 10G ليس مجرد علامة على تقدم الصين، بل هو رسالة واضحة للعالم بأن بكين تواصل المضي في سباق لا يعترف بالحدود التقليدية للابتكار.

ففي الوقت الذي تعمل فيه دول كثيرة على تطوير شبكات 5G أو التوسع في 6G، تبدو الصين وقد قفزت خطوة أبعد، لتضع معيارًا جديدًا للتنافس التكنولوجي.

دلالات استراتيجية لهذه الخطوة

تعزيز القوة الرقمية للصين في مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا.

جذب الشركات العالمية إلى الاستثمار في المدن الذكية الصينية.

تسريع التحول نحو اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.

دعم طموح الصين للريادة في بنيات الاتصالات العالمية خلال العقد القادم.