اتصال حاسم بين زيلينسكي والوفد الأميركي.. خطوات جديدة تُرسم لمسار السلام في أوكرانيا

تشهد الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالحرب الأوكرانية زخماً لافتاً بعد سلسلة اتصالات رفيعة المستوى بين كييف وواشنطن، في إطار تحرك جديد تسعى من خلاله إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وضع أسس عملية لسلام "دائم وعادل". 

اتصال مطوّل جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ليكشف عن توافقات مهمة حول الخطوات المقبلة وصيغ المحادثات التي ستحدد مسار الأشهر القادمة.

مكالمة طويلة تتناول الخطوات المقبلة نحو السلام

أعلن زيلينسكي على منصة "إكس" أنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة ومهمة مع ويتكوف وكوشنر، ناقش خلالها الطرفان تفاصيل المرحلة المقبلة من المحادثات بين كييف وواشنطن.

أكد الرئيس الأوكراني أنّ بلاده ماضية في العمل بـ"نية صادقة" مع الجانب الأميركي من أجل الوصول إلى سلام حقيقي يوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وأشار زيلينسكي إلى التوصل لاتفاق واضح على الخطوات العملية المقبلة وصيغ المحادثات المشتركة، في إشارة تعكس تقدماً ملموساً في مسار الوساطة الأميركية الجديدة.

انتظار تقرير مفصل من كبير المفاوضين

كشف زيلينسكي أنه ينتظر وصول كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف إلى كييف لتقديم تقرير شخصي ومفصل بشأن المحادثات التي أجراها في الولايات المتحدة.

يحمل التقرير أهمية خاصة نظراً لتداخل الملفات الأمنية والسياسية والعسكرية، إضافة إلى تطورات محادثات ميامي التي جرت خلال الأسبوع الجاري.

محادثات بنّاءة في ميامي لدفع مسار السلام

شهدت مدينة ميامي الأميركية اجتماعات مكثفة استمرت يومين بين ويتكوف وكوشنر من جهة، ورستم أوميروف من جهة أخرى.
وصف الجانبان هذه الاجتماعات بأنها مناقشات بنّاءة تهدف إلى وضع مسار موثوق به يقود إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وسط توقعات بأن تشكل نتائجها قاعدة للتفاوض في المرحلة المقبلة.

تكتسب هذه الاجتماعات أهميتها من كونها تأتي في ظل تحرك أميركي متسارع لفتح قنوات مباشرة مع كييف وموسكو، في محاولة لإيجاد تسوية توقف العمليات العسكرية وتطلق عملية سياسية مستقرة.

إطلاع أوكرانيا على لقاء بوتين وويتكوف

كان من المقرر أن يطلع ويتكوف الجانب الأوكراني على تفاصيل لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وهو لقاء وصف بأنه جزء من الوساطة الأميركية لإعادة فتح الحوار بين الطرفين.
يحمل هذا الإطلاع المتوقع أبعاداً حساسة، لا سيما أنه يتعلق بالموقف الروسي من المبادرات الأميركية ومسار التصعيد أو التهدئة في الجبهة الشرقية.

تبرز التحركات الأخيرة كمؤشر واضح على عودة الدبلوماسية بقوة إلى الواجهة في الملف الأوكراني، في ظل رغبة أميركية في إعادة تشكيل مسار المفاوضات.
ومع انتظار كييف للتقرير المرتقب من كبير مفاوضيها، تتجه الأنظار إلى الخطوات العملية التي ستلي هذا الزخم، وإلى ما إذا كانت هذه الاتصالات ستفتح فعلياً نافذة جديدة نحو سلام طال انتظاره.