أوروبا تواجه معضلة الحوار مع موسكو… برلين تعلن استعدادها لـ"اللحظة المناسبة" للتفاوض
تتصاعد النقاشات داخل العواصم الأوروبية حول مستقبل العلاقة مع روسيا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، بينما تبرز ألمانيا بموقف يوازن بين دعم كييف والاعتراف بأن القارة لن تتمكن من تجنب الحوار مع موسكو إلى الأبد.
تصريحات جديدة صادرة عن مسؤولين ألمان أعادت فتح ملف التفاوض، مؤكدة أن أوروبا لن تستطيع ترك ملف المفاوضات الكبرى في يد الولايات المتحدة وحدها، وأن لحظة الحديث الأوروبي المنسق مع روسيا ستأتي عاجلًا أم آجلًا.
برلين ترسم ملامح موقف أوروبي موحّد تجاه موسكو
شهد مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الألماني فادفول ونظيرته الأيسلندية كاترين جونارسدوتير طرحًا واضحًا لرؤية برلين بشأن المرحلة المقبلة من الأزمة الأوكرانية.
أكد فادفول أن دول الاتحاد الأوروبي تملك "مسارًا واضحًا" يقوم على دعم أوكرانيا بلا تردد، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن العقلانية تفرض على الأوروبيين أن يتحدثوا مع روسيا بصوت موحد في لحظة معينة.
أوضح فادفول أن ألمانيا مستعدة للانخراط في هذا الحوار عندما يحين وقته، مؤكدًا أن بلاده تتصرف دائمًا ضمن الإطار الأوروبي، ولا تقدم على تحركات منفردة في الملفات الحساسة المرتبطة بأمن القارة.
تحذيرات من ترك مسار التفاوض بيد واشنطن وحدها
أشار فادفول إلى أن المشهد الجيوسياسي الحالي لا يسمح لأوروبا بالاستمرار في موقف المراقب، موضحًا أن "وقت التفاوض سيأتي"، وأن ترك إدارة ملف المفاوضات للولايات المتحدة بشكل حصري ليس وضعًا جيدًا لأوروبا.
وشدد على أن القارة تحتاج إلى دور مباشر وفاعل في أي عملية تفاوضية تخص أمنها ومصالحها الاستراتيجية.
وأضاف أن روسيا لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن لأي حوار، إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة تجهيز الموقف الأوروبي الموحد استعدادًا لمرحلة التفاوض المقبلة.
تحركات ألمانية نشطة بشأن الأصول الروسية
يستعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس لخوض جولة حاسمة في بروكسل في الخامس من ديسمبر، حيث سيعمل على الدفع نحو آليات تتيح استخدام الأصول الروسية المجمدة.
يهدف هذا التوجه إلى دعم أوكرانيا ضمن إطار "قرض التعويضات"، وهو البرنامج الذي تبحثه مؤسسات الاتحاد الأوروبي لتقديم تمويل إضافي لكييف عبر عوائد الأصول الروسية المحجوزة.
وتتضمن الجولة لقاءات مع رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث تشكل قضية مصادرة الأصول الروسية محورًا رئيسيًا في المحادثات.
موسكو تؤكد اقتصار التفاوض على واشنطن
صدر موقف روسي واضح قبل أيام عبر تصريحات مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، الذي أكد في 3 ديسمبر أن موسكو لا تتفاوض حاليًا مع أي جهة حول أوكرانيا سوى الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن روسيا لا تزال على استعداد لفتح قنوات تواصل مع الأوروبيين، إلا أن "أوروبا هي التي ترفض المشاركة".
هذا التصريح يعكس عمق الشرخ في العلاقات بين موسكو والعواصم الأوروبية، ويؤكد أن الطريق نحو أي مفاوضات مستقبلية سيكون معقدًا ويتطلب توافقًا أوروبيًا داخليًا قبل الدخول في أي حوار مع الجانب الروسي.

