لغز مقتل ياسر أبو شباب يُحسم أخيراً.. بيان القوات الشعبية يكشف التفاصيل الكاملة
رواية جديدة تطيح بحالة الغموض التي أحاطت بمقتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز قادة المجموعات المسلحة في جنوب قطاع غزة، بعدما أعلنت "القوات الشعبية" التي كان يقودها تفاصيل ما جرى في اللحظات الأخيرة من حياته.
بيان الجماعة قدّم تفسيراً مختلفاً عن كل ما أشيع، مؤكداً أن مقتل ياسر أبو شباب لم يكن نتاج عملية اغتيال أو تصفية سياسية، بل حادث وقع خلال محاولة فض نزاع داخلي.
بيان رسمي ينفي الشائعات ويكشف تفاصيل اللحظة الأخيرة
القوات الشعبية أكدت في بيان نُشر فجر الجمعة عبر منصة إكس أن قائدها لقي مصرعه نتيجة إصابته برصاصة طائشة خلال تدخل عناصره لفض نزاع بين أفراد من عائلة أبو سنيمة.
الجماعة شددت على عدم صحة التقارير التي رُوّجت مؤخراً حول تورط عناصر من حركة حماس في الحادث، مؤكدة أن كل تلك الأنباء عارية عن الصحة.
إعلان الجماعة جاء بنبرة حاسمة، مرفقاً بتعهدات بمواصلة حملاتها الأمنية، حيث توعدت بـ"القضاء على آخر إرهابي على تراب غزة" وبناء ما وصفته بـ"مستقبل آمن ومشرق لأهالي القطاع".
مشاهد تشييع تكشف حجم التأييد
الجماعة نشرت مشهداً مصوراً لتشييع ياسر أبو شباب في رفح، ظهر فيه جثمانه محمولاً وسط دائرة من المقاتلين والمناصرين.
المشهد أظهر حجم الحضور الشعبي والقبلي الضعيف حول شخصية الرجل، الذي تحول خلال السنوات الماضية إلى أحد الوجوه البارزة ضمن الجماعات المسلحة التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية شرق رفح.
عمليات سابقة تعكس طبيعة نشاط الجماعة
فيديو سابق بثته القوات الشعبية في 18 نوفمبر الماضي أظهر عشرات المقاتلين خلال تلقي أوامر مباشرة من نائب أبو شباب.
التعليمات حينها تضمنت إطلاق حملة أمنية تهدف إلى توفير بيئة خالية من التهديدات المتطرفة، في تلميح واضح إلى وجود مقاتلي حماس الذين يُعتقد أنهم يتحصنون داخل شبكة أنفاق في رفح، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
بيئة أمنية متوترة وانفلات متصاعد في رفح
رفح شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تصاعداً لافتاً في أعمال العنف رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية في العاشر من أكتوبر الماضي.
الفلسطينيين تحدثوا عن اشتباكات بالأسلحة النارية اندلعت الأربعاء الماضي، بالتزامن مع عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة داخل المنطقة.
الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس أنه قتل نحو 40 عنصراً من مسلحي حماس كانوا متحصنين داخل أنفاق تحت رفح، ما يعكس حجم العمليات المستمرة جنوب القطاع رغم تعليق القتال رسمياً بين الطرفين.
دعم إسرائيلي مثير للجدل لجماعة أبو شباب
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد كشف في يونيو الماضي عن دعم تقدمه إسرائيل لعدد من العشائر في غزة، من ضمنها جماعة ياسر أبو شباب.
نتنياهو قال حينها إن هذا الدعم أنقذ أرواح جنود إسرائيليين وساهم في تعزيز الأمن داخل المناطق التي تشهد نشاطاً مسلحاً.
لكن هذا التوجه لم يكن محل إجماع داخل إسرائيل.
منتقدون اعتبروا أن الاعتماد على جماعات محلية مسلحة لا يمكن أن يشكل بديلاً حقيقياً لحركة حماس التي سيطرت على غزة منذ عام 2007، محذرين من تبعات خلق كيانات مسلحة خارج الأطر الرسمية على المدى البعيد.
رواية القوات الشعبية حول مقتل ياسر أبو شباب فتحت الباب أمام إعادة تقييم المشهد الأمني في رفح، وأظهرت حجم التعقيد الذي تعيشه المنطقة بين نشاط الجماعات المسلحة، وضغط العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتصاعد النزاعات القبلية.
ومع بقاء الوضع الأمني هشّاً، يُرجّح أن تستمر التوترات في رسم مستقبل المنطقة خلال المرحلة المقبلة.


