مقتل ياسر أبو شباب يهز شرق رفح.. انهيار القوة التجريبية التي صنعتها إسرائيل
مقتل ياسر أبو شباب شرق رفح يُشعل المشهد الأمني.. صراع داخلي أم تصفية مدبّرة؟
تشهد الساحة الفلسطينية الإسرائيلية تطوراً لافتاً بعد إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل ياسر أبو شباب، قائد المليشيات المسلحة المعروفة باسم "القوات الشعبية" العاملة شرق رفح، على يد مجهولين.
حادثة الاغتيال، التي وُصفت إسرائيلياً بأنها “تطور سيئ”، فتحت باب الأسئلة حول طبيعة الصراع داخل هذه المجموعات المسلحة، وحول تورط أطراف إسرائيلية وفلسطينية في دعمها أو إنكار صلتها بها، وسط تضارب كبير في الروايات وتحليلات أمنية ترجّح أن خلافات داخلية لعبت الدور الأبرز في مقتله.
مقتل ياسر أبو شباب شرق رفح
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل ياسر أبو شباب في منطقة شرق رفح، مؤكدة أن الاغتيال جرى على يد مجهولين.
مصادر في الإذاعة رجّحت أن عملية التصفية نفّذها أحد رجاله، في مؤشر على صراعات داخلية تضرب جسد المليشيات التي نشأت مؤخراً في المناطق الجنوبية من القطاع.
تقديرات إسرائيلية تربط مقتله باضطرابات داخل مجموعته
كشفت الإذاعة عن تقديرات أمنية إسرائيلية تعتبر أن تصفية ياسر أبو شباب جاءت نتيجة خلاف حاد داخل مجموعته المسلحة.
المسؤولون الأمنيون في إسرائيل وصفوا مقتله بأنه "تطور سيئ"، في إشارة إلى فقدان السيطرة على مجموعة كانت إسرائيل تراهن عليها ضمن ترتيبات أمنية محدودة شرق رفح.
وأضافت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول أمني، أن ياسر أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا متأثراً بجراحه بعد إصابته في خلاف داخلي داخل عائلته، ما يعزز فرضية أن الاغتيال لم يكن نتيجة اشتباك ميداني، بل صراع نفوذ بين أفراد الدائرة المقربة منه.
روايات إسرائيلية حول علاقته بالجيش
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن ياسر أبو شباب كان على علاقة وثيقة مع الجيش الإسرائيلي، حيث تحدثت تقارير عن تلقيه أسلحة ودعماً لوجستياً، وأن مجموعته تعمل بتنسيق مع القوات الإسرائيلية في رفح.
روايات أخرى ذهبت إلى حد وصف المليشيا بأنها مشروع إسرائيلي تجريبي لخلق “قوة محلية بديلة” لحركة حماس في مناطق محدودة.
صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أكدت أن جهاز الشاباك يقف وراء تجنيد مجموعة أبو شباب، مشيرة إلى أن رئيس الجهاز رونين بار أوصى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسليحها ضمن خطة تجريبية تشمل إدخال أسلحة خفيفة بشكل مراقب.
الهدف بحسب الصحيفة كان اختبار ما إذا كان بالإمكان إنشاء إدارة محلية بديلة لحماس في نطاق جغرافي صغير داخل رفح.
نفي فلسطيني قاطع لأي علاقة بالمنظومة الأمنية
المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب نفى بشكل قاطع وجود أي علاقة بين السلطة الفلسطينية وياسر أبو شباب أو مجموعته المسلحة.
ظهور سابق لياسر أبو شباب يثير الشكوك
ظهر أبو شباب في تسجيل مصور منذ فترة، مؤكداً أن مجموعته تسيطر على مناطق تحررت من حماس، وأنها تعمل بحسب ادعائه بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات وتأمين المدنيين.
هذا الظهور زاد من الغموض المحيط بدور مجموعته، التي تضم عشرات العناصر المتهمين بقضايا تهريب ومخدرات وسرقات، وفق ما ذكرته الصحف الإسرائيلية.
خلاصة المشهد.. تصفية تنهي مشروعاً أمنياً هشاً
توضح المعطيات الأولية أن مقتل ياسر أبو شباب يشكل نهاية متوقعة لمجموعة مسلحة ظهرت على الساحة بدعم إسرائيلي محدود، ضمن مشروع كان يستهدف خلق قوة بديلة لحماس في بعض مناطق رفح.

