واشنطن تدفع نحو إدارة انتقالية لغزة: تحركات متسارعة لتشكيل لجنة الحكم ومجلس السلام خلال أسبوعين
تسارع واشنطن خطواتها لإطلاق المرحلة الثانية من خطتها الخاصة بمستقبل قطاع غزة، وفق ما كشفت صحيفة هآرتس العبرية، التي أكدت أن الإدارة الأميركية تستعد لإعلان تشكيل لجنة إدارة القطاع ومجلس السلام المشرف عليها خلال أسبوعين فقط.
خطوة تمثل تحولاً جوهرياً في مسار ترتيبات ما بعد الحرب، وسط غياب أي تعليق رسمي من الأطراف المعنية، واستمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
تحركات أميركية لتشكيل لجنة إدارة غزة
أكدت صحيفة هآرتس أن الولايات المتحدة تعتزم، في موعد أقصاه 15 ديسمبر، حسم أسماء أعضاء اللجنة المؤقتة التي ستتولى إدارة قطاع غزة، إلى جانب تشكيل مجلس السلام الذي سيشرف على هذه اللجنة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في مركز التنسيق المدني العسكري، الذي أقامته واشنطن جنوب إسرائيل، أن الاتصالات بلغت مراحل متقدمة، وأن واشنطن تتعامل مع هذا الملف باعتباره جزءاً أساسياً من ترتيبات ما بعد الحرب.
مرحلة ثانية لخطة ترامب بانتظار التنفيذ
أشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تعد امتداداً مباشراً للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستقبل غزة، وهي الخطة التي ترتكز في مرحلتها الأولى على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
بينما تتضمن المرحلة الثانية إنشاء إدارة انتقالية غير سياسية من أبناء غزة، والعمل على إعادة بناء مؤسسات الحكم، وصولاً إلى صياغة خطة اقتصادية لإعادة إعمار القطاع.
إقامة مركز التنسيق الأميركي لمراقبة وقف النار
شهد أكتوبر الماضي إنشاء القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" مركز التنسيق المدني العسكري في كريات غات جنوبي إسرائيل، بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
ويستهدف هذا المركز ضمان الانتقال السلس نحو المرحلة الثانية من خطة الإدارة الأميركية، رغم استمرار التعطيل الإسرائيلي للاتفاق عبر خروقات يومية.
مواصفات لجنة الحكم الانتقالية
رجّحت هآرتس أن تكون اللجنة المزمع تشكيلها لجنة تكنوقراط فلسطينية من سكان غزة، تتولى إدارة الحياة اليومية في القطاع إلى حين تنفيذ إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
وتشمل الإصلاحات المطلوبة وقف المدفوعات المقدمة للمسلحين وعائلاتهم، وتعديل المناهج الدراسية لتتوافق مع "المعايير الدولية"، إضافة إلى التحضير لإجراء الانتخابات.
رفض إسرائيلي لأي دور فلسطيني رسمي
ثبّتت إسرائيل موقفها الرافض لأي دور للسلطة الفلسطينية أو حركة حماس في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، ما يعزز توجه واشنطن نحو صيغة تكنوقراطية انتقالية لا تستند إلى أي تمثيل سياسي.
هيكلة مجلس السلام ودور ترامب
أوضحت الصحيفة أن مجلس السلام سيُبنى على هيكلية هرمية، يرأسها ممثلون من دول مختلفة، مع إشراف مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكشفت المصادر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يُتوقع أن يكون أحد المشاركين في رئاسة المجلس، من دون صدور تعليق رسمي من الرياض حتى الآن.
أسماء مطروحة وغياب تأكيدات
لمّحت الصحيفة إلى طرح اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لرئاسة المجلس، لكن دون وضوح بشأن قبول بلير أو وجود ترتيبات رسمية.
خروقات إسرائيلية تقوض الاتفاق
جاءت هذه التطورات في وقت كان من المفترض أن يقود اتفاق وقف إطلاق النار إلى إنهاء حرب الإبادة التي حصدت أرواح أكثر من 70 ألف فلسطيني وأصابت 171 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال.
لكن الخروقات الإسرائيلية المتكررة أسفرت عن مقتل 360 فلسطينياً وإصابة 922 خلال الأيام الأخيرة، وفق وزارة الصحة في غزة.
أزمة إنسانية مستمرة في القطاع
تستمر إسرائيل أيضاً في منع دخول كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، حيث يعيش 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع وصفتها المؤسسات الدولية بالكارثية، ما يزيد الضغط على أي ترتيبات سياسية مقبلة، ويهدد فرص نجاح الإدارة الانتقالية المنتظرة.

