مصر تنفي الرواية الإسرائيلية: لا فتح لمعبر رفح لخروج الفلسطينيين إلى مصر
يشهد ملف معبر رفح مجددًا حالة من اللغط الإعلامي بعد تداول تقارير إسرائيلية تزعم قرب فتحه لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر فقط، وسط ظروف إنسانية معقدة يعيشها القطاع منذ بداية وقف إطلاق النار الحالي.
وتأتي مصر سريعًا لحسم الجدل، مؤكدة أن ما يتم تداوله لا يعكس الواقع وأن القاهرة لن تقبل بأي ترتيبات تنتقص من سيادتها أو تفرض عليها صيغة أحادية الجانب.
مصر تنفي الرواية الإسرائيلية حول ترتيبات معبر رفح
أكد مصدر مصري مسؤول اليوم الأربعاء أن مصر تنفي بشكل قاطع صحة ما روجته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود تنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة لخروج سكان قطاع غزة حصريًا إلى الأراضي المصرية.
وأوضح المصدر أن القاهرة لم تتلق أي طلبات رسمية تتعلق بإجراءات من هذا النوع، وأن ما يُنشر يستند إلى تسريبات غير دقيقة أو تصريحات تستهدف خلق انطباع زائف بوجود تفاهمات مع مصر.
موقف القاهرة: فتح المعبر لن يكون باتجاه واحد
أعلن المصدر أن أي قرار يتعلق بفتح معبر رفح سيتم وفق اتفاق شامل وليس بترتيبات أحادية الجانب، مؤكدًا أن تحرك المعبر في حال التوصل إلى تفاهم سيكون في الاتجاهين معًا، بحيث يسمح بالدخول والخروج من القطاع، تماشيًا مع الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن مساعي تثبيت وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر أن مصر تتمسك بمبدأ أن المعبر يعمل لخدمة سكان القطاع وفق سيادة كاملة، وأن القاهرة لن تقبل بصيغة تحصر الحركة باتجاه واحد أو تحول الحدود المصرية إلى منفذ تهجير أو ضغط سياسي.
الإعلان الإسرائيلي: فتح أحادي واتفاق غير موجود
أشارت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" في بيان صدر الأربعاء إلى أن معبر رفح سيُفتح في الأيام المقبلة لخروج سكان غزة إلى مصر فقط، وذلك بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار الساري في القطاع.
وأكدت الوحدة عبر منصة "إكس" أن الخطوة جاءت بناء على توجيه من المستوى السياسي الإسرائيلي، لافتة إلى أن العملية ستتم بالتنسيق مع القاهرة وبعثة الاتحاد الأوروبي المشرفة على المعبر.
إلا أن الرواية الإسرائيلية بحسب المصدر المصري"لا تعكس الحقيقة" ولا يوجد أي اتفاق من النوع الذي تروج له تل أبيب، سواء مع الجانب المصري أو ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار.
رسائل سياسية ومحاولات ضغط
يظهر من السياق أن التصريحات الإسرائيلية تحمل رسالة سياسية أكثر من كونها معلومة دقيقة، خصوصًا في ظل سعي إسرائيل لإظهار أنها تملك قرار إدارة المعابر، رغم أن معبر رفح لا يخضع لسيطرتها ميدانيًا.
وترى مصادر مطلعة أن تداول هذه الروايات يستهدف دفع القاهرة إلى قبول ترتيبات ميدانية لا تتماشى مع موقفها الثابت الرافض لأي تغيير في وضع غزة أو حدودها على حساب مصر.
خلاصة الموقف
القاهرة تحسم موقفها أن لا اتفاق قائم لفتح المعبر باتجاه مصر فقط، وأن أي تحركات تخص معبر رفح ستتم وفق حوار مباشر وشامل، يضمن سيادة مصر ويحفظ حقوق سكان قطاع غزة وعدم الزج بهم في سيناريوهات التهجير.

