من وزير الأوقاف إلى قيادي في حزب حماة الوطن.. أسرار تعيين محمد مختار جمعة
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية، أعلن حزب "حماة الوطن" عن تعيين محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، في منصب مساعد رئيس الحزب لشئون تنمية الوعي المجتمعي ويعد هذا التعيين أحد أبرز التحركات التنظيمية في الحزب خلال الفترة الأخيرة، ويعكس استراتيجية واضحة لإعادة هيكلة الأدوار القيادية وربط العمل الحزبي بالخبرات الدينية والاجتماعية.
خلفية الحزب والتحولات التنظيمية
يعد حزب "حماة الوطن" من الأحزاب المستجدة نسبياً على الساحة السياسية المصرية، لكنه سرعان ما نجح في تكوين حضور جماهيري ملحوظ بفضل سياساته التوسعية وتنظيمه المؤسسي. شهد الحزب في أواخر سبتمبر تغييرات قيادية مهمة، إذ تم انتخاب رئيس جديد بعد رحيل القيادة السابقة، ما مهد الطريق لإعادة ترتيب الهيكل التنظيمي وإدخال وجوه جديدة لتعزيز الأداء الداخلي والخارجي.
وتأتي هذه التحولات في إطار الاستعدادات المكثفة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومحاولة توسيع قاعدة الدعم الجماهيري من خلال الجمع بين الأبعاد السياسية والاجتماعية والدينية.
محمد مختار جمعة في قلب قيادة الحزب
أصدرت القيادة الجديدة للحزب قراراً رسمياً يقضي بتعيين محمد مختار جمعة مساعداً لرئيس الحزب لشئون "تنمية الوعي المجتمعي" ويأتي هذا القرار في سياق خطة الحزب لتعزيز دوره في الملفات الفكرية والاجتماعية، مستفيداً من الخلفية الدينية الواسعة والخبرة التي يمتلكها جمعة كوزير أوقاف سابق.
ويهدف التعيين إلى دمج الخبرة الدينية مع العمل الحزبي الرسمي، وهو ما يعكس رؤية الحزب لتوسيع تأثيره في المجتمع، خصوصاً في القضايا المتعلقة بالقيم والتنشئة الثقافية والدينية. كما شمل القرار تغييرات تنظيمية أخرى، تضمنت تعيين نائب لأمين عام الحزب في إحدى المحافظات، بما يعكس توجه الحزب نحو إعادة هيكلة شاملة.
دلالات المنصب: ماذا يعني "تنمية الوعي المجتمعي"؟
منح منصب "مساعد رئيس الحزب لشئون تنمية الوعي المجتمعي" لجمعة يحمل أبعاداً متعددة على الصعيد السياسي والاجتماعي:
الجسر بين الدين والسياسة: خبرة جمعة الدينية تمنحه مصداقية كبيرة لدى الجمهور، ما يساعد الحزب في التواصل مع الشرائح المتدينة وإضفاء بعد فكري – ديني على هويته.
تعزيز البعد الثقافي والدعوي: المنصب يشير إلى أن الحزب يسعى للتأثير في وعي المجتمع، بما يشمل الخطاب الفكري والديني والاجتماعي، وليس العمل السياسي التشريعي فقط.
استثمار التأييد الشعبي: الجمع بين الموقع الحزبي والخلفية الدينية يعطي الحزب دفعة قوية في برامج التوعية والحملات المجتمعية، ما قد ينعكس إيجابياً على شعبيته.
إعادة هيكلة دور الحزب: يعكس التعيين توجه الحزب نحو دمج العمل الحزبي مع المبادرات الفكرية والاجتماعية والدينية، بما يجعل دوره أكثر شمولية وتأثيراً.
ردود الفعل المحتملة
يرى بعض المراقبين أن تعيين مختار جمعة يمثل فرصة لتعزيز التواصل بين الحزب والجمهور من خلال خطاب معتدل يجمع بين الفكر والسياسة والدين.
ويخشى آخرون من أن يؤدي هذا التعيين إلى تحول الحزب نحو خطاب ديني محافظ قد يقيد التمثيل السياسي الشامل ويؤثر على العلاقات مع الأطراف الأخرى.
اختبار على أرض الواقع
سيظل تقييم فعالية المنصب مرتبطاً بما إذا كانت هناك برامج ملموسة، مثل ندوات، لقاءات مجتمعية، أو حملات توعية حقيقية، أو إذا كان المنصب شكلياً فقط.
ونجاح الحزب في استثمار خبرة جمعة وتأثيره الشعبي قد يرفع فرصه في الدوائر الانتخابية الحساسة اجتماعياً ودينياً.