مادورو يظهر علناً ويكسر شائعات الهروب.. فنجان قهوة ينهي العاصفة السياسية في فنزويلا
تتصاعد التوترات العسكرية بين فنزويلا والولايات المتحدة وسط مشهد سياسي شديد الاضطراب.
وتشتد الأسئلة داخل الشارع الفنزويلي بعد غياب الرئيس نيكولاس مادورو لعدة أيام في لحظة حساسة.
وتأتي عودة مادورو العلنية لتضع حداً لسيل واسع من الشائعات التي غمرت البلاد حول احتمال فراره خارج فنزويلا.
ظهور مادورو يكسر صمت الأيام الماضية
شهدت فنزويلا الأحد أول ظهور علني للرئيس نيكولاس مادورو منذ أيام، لينهي موجة التكهنات حول اختفائه المفاجئ وتصاعد الأحاديث عن احتمالية مغادرته البلاد هرباً من الضغوط الأميركية.
وأثار غياب مادورو منذ الأربعاء حالة قلق داخل الأوساط السياسية والشعبية، خصوصاً أنه اعتاد الظهور المتكرر على شاشات التلفزيون الرسمي.
سجّل مادورو آخر ظهور سابق في مقطع فيديو نشره عبر تليجرام، ظهر فيه يقود سيارته في شوارع كاراكاس، قبل أن ينقطع عن الأنظار كلياً، ما فتح الباب أمام سيناريوهات متعددة عن مصيره.
وانتشرت شائعات حول هروبه في ظل تصعيد واشنطن ضغوطها العسكرية والدبلوماسية على حكومته.
حفل القهوة يقدّم مادورو لجمهوره من جديد
جاء الظهور الجديد للرئيس خلال مشاركته في حفل توزيع جوائز القهوة المتخصصة بمدينة ميراندا، الواقعة على أطراف كاراكاس.
وقدّم مادورو نفسه بهدوء أمام الجماهير، جالساً وسط القاعة بينما يمنح الميداليات لأبرز منتجي القهوة الفنزويلية.
عكست الصور المباشرة التي بثّت عبر الإنترنت أجواء غير متوترة، حيث ظهر الرئيس يتذوق أنواعاً مختلفة من القهوة ويتحدث بكلمات قصيرة.
هذه الكلمات لم تتطرّق إطلاقاً إلى الأزمة الراهنة، ما أثار اهتمام المراقبين الذين ترقبوا تصريحات مباشرة بشأن التوتر مع الولايات المتحدة.
هتف مادورو في ختام الحفل قائلاً إن فنزويلا "غير قابلة للتدمير، لا يمكن المساس بها"، مشيراً إلى صلابة القطاعات الاقتصادية رغم الضغوط الخارجية.
تأكيد ترامب يعزز الغموض السياسي
تزامن ظهور مادورو مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تحدث هاتفياً مع الزعيم الفنزويلي.
وجاء رد ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية مقتضباً لكنه واضحاً: "لا أريد التعليق على ذلك، الجواب هو نعم".
يؤكد هذا التصريح وجود قنوات اتصال سرية رغم تصاعد التوتر بين البلدين، بينما تشير تحركات واشنطن العسكرية في البحر الكاريبي إلى مرحلة ضغط قصوى.
ويواصل ترامب تحذيراته بأن المجال الجوي الفنزويلي "مغلق"، في إشارة إلى تضييق الخناق حول حركة الحكومة الفنزويلية.
اتهامات واشنطن وموقف كاراكاس
تتهم الولايات المتحدة مادورو بقيادة ما تصفه بـ"كارتل الشموس"، وهي شبكة تهريب مخدرات واسعة النطاق، وقد رصدت مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يساهم في القبض عليه.
وتُعد هذه الخطوة من أكثر الإجراءات الأميركية عدائية تجاه حكومة كاراكاس خلال السنوات الأخيرة.
ترفض فنزويلا وحلفاؤها الإقليميون هذه الاتهامات جملةً وتفصيلاً، مؤكدين أن المنظمة المزعومة غير موجودة، وأن الاتهامات تحمل طابعاً سياسياً يستهدف إسقاط الحكومة الفنزويلية.

