ملف سري في الكرملين: هل اجتمع بوتين مع الأسد بعد سقوط دمشق؟
ألغاز جديدة تحيط بمصير بشار الأسد داخل روسيا، بينما يبقي الكرملين أبوابه مغلقة أمام أي معلومات تكشف تفاصيل إقامته وتحركاته.
إصرار الكرملين على الصمت زاد من حدة التساؤلات السياسية والإعلامية بشأن احتمال عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري السابق بشار الأسد منذ وصول الأخير إلى الأراضي الروسية بعد سقوط دمشق.
رفض رسمي للحديث
أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئاسة الروسية لا تستطيع مشاركة أي تفاصيل حول إقامة الأسد في روسيا.
تصريحاته جاءت رداً على سؤال مباشر حول ما إذا كان الأسد التقى بوتين خلال الفترة الماضية، مكتفياً بالقول: "لا، لا يمكننا مشاركة أي معلومات حول هذا الموضوع."
تصريح بيسكوف عكس حرصاً روسياً واضحاً على إبقاء الملف بعيداً عن التداول الإعلامي، رغم تصاعد الجدل حول الخلفيات السياسية والأمنية التي تحكم وجود الأسد في موسكو.
خلفيات إنسانية معلنة
مواقف سابقة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كشفت جانباً من الصورة.
لافروف أكد في أكتوبر الماضي أن موسكو وفرت للأسد وعائلته ملاذاً إنسانياً بعد ورود تقارير أمنية تحدثت عن تهديدات مباشرة تطال حياتهم.
لافروف قال حينها إن روسيا تصرفت انطلاقاً من "أسباب إنسانية بحتة"، مؤكداً تقديم حماية كاملة للأسد وأفراد عائلته عقب التطورات المتسارعة التي شهدتها سوريا في نهاية العام الماضي.
ظهور لافت لنجل الأسد
مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فبراير الماضي أعاد الملف إلى الواجهة.
الفيديو أظهر حافظ الأسد، نجل الرئيس السابق، يتجول في أحد أحياء موسكو الراقية، متحدثاً عن الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام، حيث قال: "لم نخطط للهروب من سوريا، لكن نقلتنا روسيا بشكل عاجل إلى موسكو بعد انهيار دمشق."
ظهور حافظ بدا كمؤشر إضافي إلى أن الأسرة تعيش داخل روسيا بحرية نسبية، رغم التكتم الرسمي على ظروف الإقامة.
تحولات ميدانية قادت إلى السقوط
أحداث نوفمبر وديسمبر 2024 مثّلت نقطة تحول مفصلية، جماعات مسلحة شنت هجوماً واسعاً على مواقع الجيش السوري، قبل أن تتمكن في 8 ديسمبر من دخول دمشق.
التطورات دفعت الأسد إلى الاستقالة ومغادرة البلاد مع أسرته في خطوة أنهت عقداً من حكمه.
أسئلة مفتوحة بلا إجابات
صمت الكرملين بشأن أي لقاء محتمل بين الأسد وبوتين يفتح الباب أمام تكهنات واسعة حول مستقبل الرئيس السوري السابق ودور موسكو في تحديد مسار إقامته أو تحركاته.
استمرار الغموض يوحي بأن الملف لا يزال ضمن دائرة الحسابات السياسية الروسية، بعيداً عن متناول الإعلام حتى إشعار آخر.

