مكاسب الذهب في نوفمبر.. لماذا صعد المعدن الأصفر بهذه القوة؟
أنهى الذهب شهر نوفمبر بمكاسب قوية، بعدما حافظت الأسعار العالمية على تداولات قرب 4240 دولارًا للأوقية في الجلسة الأخيرة من الشهر، مقتربة من قمم تاريخية سجلها سابقًا.
ارتفاع تجاوز 60%
ورغم موجة الهبوط السريعة التي شهدها المعدن بداية شهر نوفمبر، إلا أن الذهب عاد سريعا ليستعيد قوته، مثبتًا ارتفاعًا يتجاوز 60% منذ بداية 2025، وهو من أقوى الأعوام صعودًا للمعدن النفيس خلال آخر 10 سنوات.

الأسباب التي قادت صعود الذهب خلال نوفمبر
وقاد صعود الذهب الكبير خلال شهر نوفمبر مجموعة من الأحداث العالمية، وجاء أبرزها:
توقعات خفض الفائدة الأمريكية
رفعت الأسواق رهاناتها على اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في اجتماع ديسمبر، وهو العامل الأهم في دعم الأسعار، حيث إن انخفاض الفائدة يقلل تكلفة الاحتفاظ بالذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا، مما يزيد الإقبال عليه من المستثمرين والصناديق والمؤسسات المالية.

ضعف الدولار أمام العملات الأخرى
الضغط على العملة الأمريكية خلال الشهر منح الذهب دفعة قوية، فالعلاقة العكسية بين الطرفين جعلت تراجع الدولار سببًا مباشرًا في تحسن سعر الأوقية عالميًا.
توسع الإنفاق الحكومي واحتمالات التضخم
التوقعات باستمرار مستويات إنفاق مرتفعة خلال العامين المقبلين مع عجز مالي كبير تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة للتحوط من التضخم، والذهب يأتي في المقدمة.
المشتريات القوية من البنوك المركزية
تزايد شراء البنوك المركزية للذهب خلال 2025 لعب دورًا محوريًا في تعزيز الطلب العالمي على المعدن، وهو ما أكدته ميشيل شنايدر التي ذكرت أن قوة الشراء تخلق بيئة داعمة لمزيد من الصعود في المدى المتوسط.

استمرار سياسات التوسع الاقتصادي
التوسع الاقتصادي المتوقع رفع توقعات التضخم المستقبلية، ومعه يرتفع الطلب على الأصول الآمنة للتحوط، وعلى رأسها الذهب.
توقعات الذهب في 2026
ورغم اختلاف تقديرات المؤسسات حول مدى استمرار الارتفاع، إلا أن أغلبها يجمع على أن الاتجاه لا يزال صاعدًا، حيث توقع بعض المحللين إلى إمكانية وصول الأوقية إلى 4700 دولار خلال 2026، بينما ترجح جولدمان ساكس أن تدعم مشتريات البنوك المركزية وصناديق المؤشرات طريق الذهب نحو 4900 دولار بنهاية العام.
وفي الاتجاه نفسه، رفعت UBS مستهدفها السعري إلى 4500 دولار للأوقية بحلول منتصف 2026، مؤكدة أن الذهب سيظل أداة رئيسية للتحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية عالميًا.



