رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

طهران تتمسك بـ«المعرفة النووية».. رسائل حادة قبل أي مفاوضات جديدة

متحدث الخارجية الإيرانية
متحدث الخارجية الإيرانية

يتجدد الجدل حول مستقبل الملف النووي الإيراني مع تصاعد التصريحات الرسمية من طهران، التي تشدد على حقها القانوني في امتلاك المعرفة النووية وتطوير برنامجها السلمي.

وتأتي هذه المواقف الحازمة في وقت يعيش فيه المسار الدبلوماسي حالة انسداد واضحة، بعد فشل الجولات السابقة واندلاع هجمات عسكرية استهدفت منشآت داخل إيران.

إيران تجدد التمسك بحق «المعرفة النووية»

تؤكد طهران من جديد تمسكها بحقها في المعرفة النووية، وهو الحق الذي تعتبره جزءاً أساسياً من سيادتها العلمية والقانونية. 

ويعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمره الأسبوعي اليوم الإثنين، أن موقف بلاده «واضح تماماً»، وأن الأنشطة النووية الإيرانية تستند إلى حقوق معترف بها في القانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي.

ويصف بقائي طرح الملف النووي الإيراني منذ بدايته بأنه «غير منطقي» ومبني على مخاوف مفتعلة، مؤكداً أن البرنامج لا يتضمن أي جانب إشكالي بطبيعته.

طهران ترفض خطاب «الطريق المسدود»

يشدد بقائي على أن الحديث عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود «لا مبرر له»، معتبراً أن جوهر المشكلة يكمن في «سياسات الضغط والقوة» التي تنتهجها بعض الدول.

ويؤكد أن الحل الحقيقي يبدأ من اعتراف هذه الأطراف بحقوق إيران المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار، والامتناع عن فرض مطالب بلا أساس قانوني.

وتوضح الخارجية الإيرانية أن طهران مصممة على الاستفادة من حقوقها القانونية، بالتوازي مع تنفيذ التزاماتها، مشيرة إلى أن هذا الموقف جرى تثبيته في كل المحادثات مع الأطراف الدولية.

رسائل من لاريجاني وعراقجي: استعداد مشروط للتفاوض

يبرز موقف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي جدّد قبل أيام استعداد بلاده للدخول في مفاوضات «جادة» مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، لكنه اشترط ألّا تأتي نتائج هذه المفاوضات محددة سلفاً من الجانب الأميركي.

ويعيد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، التأكيد الأسبوع الماضي على استعداد طهران للتوصل إلى اتفاق، بشرط أن يكون «متوازناً» ويلتزم بمراعاة مواقف الطرفين. 

وتشكل هذه التصريحات إشارة إلى استعداد سياسي مشروط لاستئناف الحوار، رغم التوترات المتصاعدة.

جولات تفاوض بلا نتائج وهجوم يغيّر المسار

تشهد العلاقات الأميركية الإيرانية تاريخاً من المحاولات الدبلوماسية المتقطعة، إذ عقد الطرفان خمس جولات تفاوض في عام 2025 بوساطة سلطنة عُمان، دون التوصل إلى اتفاق نهائي. 

ويأتي هذا الفشل بفعل خلافات عميقة حول مستوى التخصيب وآليات الرقابة وشروط رفع العقوبات.

وتتعقد الصورة أكثر عندما يشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً مفاجئاً على الأراضي الإيرانية، قبل بدء الجولة السادسة من المحادثات. 

وتلتحق واشنطن بالعملية العسكرية عبر غارات استهدفت منشآت نووية حيوية. 

وتُعتبر هذه الضربة نقطة تحوّل، إذ دفعت بالملف إلى مرحلة أكثر حساسية وأبعد عن أي تسوية قريبة.

محادثات أوروبية غير مثمرة

تنتهي المحاولة الأوروبية الأخيرة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي من دون نتائج. 

ويُظهر فشل هذه المحادثات حجم التعقيد الذي يواجه الدبلوماسية الدولية في التعامل مع الملف الإيراني، وسط انعدام الثقة بين الأطراف وتضارب الشروط.

مشهد نووي مفتوح على التصعيد

تتزامن التصريحات الإيرانية الحازمة اليوم مع واقع دبلوماسي مأزوم، ما يجعل مستقبل الملف النووي معلقاً بين مفاوضات مؤجلة وتوترات متصاعدة. 

ويعزز تمسك طهران بحقوقها القانونية، مقابل إصرار الأطراف الأخرى على مطالب إضافية، احتمال استمرار الأزمة في مسار طويل ومفتوح على كل السيناريوهات.

تم نسخ الرابط