واشنطن تحسم الموقف: أوكرانيا توافق على خطة السلام المعدّلة.. وروسيا تلمّح بالرفض
يقترب المسار الدبلوماسي بين كييف وواشنطن من لحظة حاسمة، بعدما كشف مسؤول أميركي بارز عن موافقة الوفد الأوكراني على مسودة خطة السلام المعدلة.
ويأتي ذلك في وقت تُظهر فيه التصريحات الأوكرانية قدراً من التفاؤل الحذر، مقابل تلميحات روسية قد تشير إلى رفض محتمل إذا لم تُراعَ التفاهمات التي جرت سابقاً. وبينما تتواصل النقاشات حول البنود الحساسة، تستعد أوكرانيا لزيارة رئاسية مرتقبة إلى الولايات المتحدة لاستكمال التفاصيل النهائية.
مسؤول أميركي: كييف وافقت على المسودة
يؤكد مسؤول أميركي لشبكة "ABC نيوز" أن الوفد الأوكراني وافق على مسودة خطة السلام المعدلة خلال محادثات جنيف الأخيرة.
ويشير إلى أن بعض التفاصيل الصغيرة ما تزال بحاجة إلى تسوية، إلا أن الإطار العام للخطة أصبح موضع قبول لدى كييف.
وتُعد هذه المعلومة أول إشارة رسمية من واشنطن على أن أوكرانيا مستعدة للانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات، بعد أشهر طويلة من الجمود السياسي والعسكري.
زيلينسكي يتحدث عن "آفاق عديدة للسلام"
يبدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاؤلاً حذراً عقب المحادثات، مؤكداً أن كييف ترى "آفاقاً عديدة" لجعل الطريق إلى السلام واقعاً.
ويشير في منشور على منصة "إكس" إلى أن "نتائج ملموسة تحققت"، لكنه يشدد على وجود الكثير من العمل في المرحلة المقبلة.
وتأتي تصريحاته بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أكد أن محادثات جنيف حققت تقدماً فعلياً بين الولايات المتحدة وأوكرانيا للوصول إلى صيغة جديدة مقبولة.
لندن: بعض البنود غير مقبولة ولكن
يعلن ستارمر أمام المجلس العمومي البريطاني أن المسودة الأولية للخطة كانت تضم نقاطاً غير مقبولة، رغم احتوائها على عناصر بالغة الأهمية، أبرزها الضمانات الأمنية المقدمة من الولايات المتحدة وشركائها.

ويؤكد أن بلاده ثابتة في موقفها حول ضرورة الحفاظ على سيادة أوكرانيا، وضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها مستقبلاً.
لافروف يلمّح بالرفض: "إذا تم طمس ما اتفق عليه.. يختلف الوضع"
في المقابل، يوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو لم تتلق بعد النسخة المنقحة من الخطة، لكنه يلمّح إلى إمكان رفضها إذا تجاوزت روح التفاهمات التي جرت في قمة ألاسكا خلال أغسطس الماضي.
ويقول لافروف: "إذا تم طمس ما اتفق عليه خلال قمة ألاسكا فسيختلف الوضع تماماً"، في إشارة ضمنية إلى أن موسكو قد لا توافق على أي تعديلات ترى أنها تميل لمصلحة كييف أو واشنطن.
تعديلات أساسية: إلغاء سقف الجيش وبند العفو
يكشف مصدر مطلع أن النسخة الجديدة من الخطة الأميركية حذفت بند تحديد عدد الجيش الأوكراني بـ600 ألف جندي، وهو بند كان موجوداً في النسخة الأولى التي أثارت اعتراضات واسعة في كييف.
كما يوضح المصدر أن بند العفو عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب لم يعد جزءاً من الخطة، ما يجعلها أقرب إلى الشروط التي ترغب القيادة الأوكرانية في الحفاظ عليها.
مقترح أولي أثار الجدل: التخلي عن القرم ودونباس
كانت النسخة الأولى من الخطة الأميركية تنص على تخلي كييف عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، وتحويل خيرسون وزابوروجيا إلى مناطق منزوعة السلاح، إضافة إلى التخلي عن حلم الانضمام إلى الناتو، وتقليص القوات المسلحة، ومنع نشر أي قوات دولية على الأراضي الأوكرانية.
كما تضمنت إجراء انتخابات عامة في أوكرانيا خلال 100 يوم من وقف الحرب، وهي نقاط تمسك بها الجانب الروسي لسنوات.
زيارة مرتقبة لزيلينسكي إلى واشنطن
يعلن أمين المجلس القومي الأوكراني للأمن والدفاع، رستم أوميروف، أن الرئيس زيلينسكي سيزور الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات النهائية على خطة السلام، في خطوة تشير إلى اقتراب انتهاء مرحلة التفاوض الفني والانتقال إلى المستوى السياسي الأعلى.

