رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر يؤكد: حماية المرأة مسؤولية دينية ووطنية مشتركة

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

في وقت تتزايد فيه الحملات العالمية والجهود الأممية للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، تشهد الساحة المصرية حراكًا متصاعدًا تشترك فيه المؤسسات الدينية والوطنية لتأكيد موقف حاسم من هذه القضية التي تمس استقرار الأسرة وأمن المجتمع يأتي هذا ضمن سياق عالمي يخصص يومًا دوليًا لإلقاء الضوء على واقع النساء اللاتي يتعرضن لأشكال متعددة من الانتهاكات، مما يجعل أي تحرك وطني في هذا الإطار رسالة ذات دلالة تتجاوز حدود الفعالية إلى التأثير المجتمعي الواسع.

وفي هذا الإطار، برزت احتفالية وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بمشاركة رفيعة المستوى من الأزهر الشريف، لتعكس إرادة جماعية لمواجهة هذا الملف الحسّاس. وتأتي مشاركة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لتؤكد أن المؤسسات الدينية الكبرى تتعامل مع قضية العنف ضد المرأة باعتبارها إحدى أولوياتها الأخلاقية والدعوية.

الاحتفالية في مسجد مصر الكبير: حضور رسمي وديني يبرز أهمية الرسالة

احتضنت القاعة الشرقية في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة صباح اليوم فعالية موسعة نظمتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، في مناسبة دولية تحمل رمزية شديدة الأهمية.
الحضور الواسع من الوزراء والمسؤولين والقيادات الدينية منح الحدث طابعًا رسائليًا واضحًا، يؤكد التزام الدولة بكافة مؤسساتها بمواجهة الظاهرة، ووضعها على رأس أولويات العمل المجتمعي خلال المرحلة الحالية.

وشهدت الاحتفالية مشاركة بارزة من فضيلة أ.د. محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، الذي مثّل الأزهر الشريف في هذه الفعالية، في خطوة تحمل دلالات قوية على دعم المؤسسة الدينية لقضايا حماية المرأة ونشر الوعي المجتمعي.

رسالة الأزهر: حماية المرأة واجب لا يقبل المساومة

في كلمته خلال الفعالية، أكد الدكتور الجندي أن حماية المرأة من جميع أشكال العنف تعد واجبًا دينيًا ووطنيًا وأخلاقيًا، ولا يمكن فصلها عن الهوية القيمية للمجتمع المصري.
وأشار إلى أن الإسلام قدم نموذجًا متكاملًا في احترام المرأة وصون كرامتها، وتمكينها من أداء دورها داخل الأسرة والمجتمع على حد سواء، مؤكدًا أن الالتزام بهذا النموذج يمثل حجر الأساس في مواجهة الظواهر السلبية التي تهدد استقرار الأسرة.

وأوضح فضيلته أن الإسهامات التي يقدمها الأزهر  عبر مجمع البحوث الإسلامية وقطاعاته المختلفة  تمثل رافدًا مهمًا في نشر الوعي، وتربية المجتمع على ثقافة الاحترام، وتعزيز فهم صحيح للعلاقة بين الرجل والمرأة وفقًا للمبادئ الشرعية.

الأزهر يدعم المبادرات الوطنية لتعزيز الوعي وحماية المرأة

شدّد الدكتور الجندي على أن الأزهر سيظل شريكًا فاعلًا في الحملات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة والتصدي للعنف بكافة أشكاله، مشيرًا إلى أن التعاون بين المؤسسات الدينية والجهات الرسمية يسهم في خلق خطاب مجتمع متماسك، يرفع من وعي الأسر، ويحمي الفتيات والسيدات من الممارسات المسيئة.

كما نبّه إلى أهمية الفعاليات التوعوية المشتركة، التي تُعد منصات حقيقية لتعميق الإدراك العام، وتحقيق تكامل بين الأدوار المختلفة في مواجهة الظاهرة. ولفت إلى أن الخطاب الديني عندما يتكامل مع الرؤى القانونية والاجتماعية، تنتج عنه قوة مجتمعية قادرة على الحد من العنف، وتغيير السلوكيات الخاطئة.

التكاتف المؤسسي: ركيزة أساسية لبناء مجتمع آمن للمرأة

أبرزت الاحتفالية الدور الحيوي للتعاون بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للمرأة، باعتباره نموذجًا عمليًا يثبت أن مواجهة العنف ضد المرأة مسؤولية مشتركة لا يمكن تحميلها لمؤسسة بعينها.

 

 

تم نسخ الرابط