رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مأساة على جبل أوراكي: مصرع متسلّقين وإنقاذ اثنين في أعلى قمم نيوزيلندا

جبال نيوزيلندا
جبال نيوزيلندا

شهد جبل أوراكي، المعروف أيضاً باسم جبل كوك، المأساة الأحدث في تاريخ تسلقه الطويل حين سقط اثنان من المتسلقين قرب قمته الشاهقة، ليلقيا حتفهما على الفور، فيما نجا اثنان آخران كانا ضمن المجموعة ذاتها. 

الحادث وقع في منطقة تتميز بوعورة استثنائية وظروف طبيعية لا ترحم، ما جعل مهمات الإنقاذ والبحث أشد تعقيداً.

وأكدت المفتشة فيكي ووكر، قائدة شرطة المنطقة، أن فرق البحث المتخصصة عثرت على جثتي الضحيتين، وتعمل حالياً على انتشالهما من موقع بالغ الخطورة. 

وأشارت إلى أن عملية النقل تتطلب تجهيزات دقيقة وخبرة عالية، نظراً لطبيعة الجليد غير المستقرة في أعلى جبل أوراكي. 

ولم تُعلن السلطات حتى اللحظة هوية أي من الضحايا احتراماً لإجراءات التواصل مع عائلاتهم.

سقوط مرتبط بالحبال وعمليات بحث ليلية معقدة

كشف الرقيب كيفن مكإرلَين لصحيفة تيمارو هيرالد أن المتسلّقين اللذين لقيا مصرعهما كانا مربوطين بالحبال المتعارف عليها في التسلق الاحترافي، ما يرجّح وقوع انزلاق مفاجئ أو انفصال نقاط التثبيت من الجليد. 

وأفاد بأن المتسلّقين الآخرين لم يصابا بأي جروح تذكر، لكن صدمة الحادث وترقب نتيجة عمليات البحث أثّرا بشكل بالغ في معنويات الفريق.

وانطلقت عمليات البحث فور تلقي البلاغ، واستُخدمت مروحيتان مجهزتان بكشافات قوية وأجهزة حرارية لتفتيش المنحدرات الجليدية طوال ساعات الليل. 

وتمكن فريق البحث من تحديد موقع الضحيتين بعد ساعات طويلة من التحليق فوق المنطقة المحيطة بالقمة.

قمة تخفي مخاطر لا تعد ولا تحصى

يُعد جبل أوراكي الأعلى في نيوزيلندا بارتفاع 3,724 متراً، ويمثل أحد أكثر القمم تحدياً في جبال الألب الجنوبية. 

وتشتهر المنطقة بظروف مناخية سريعة التغيّر وشقوق جليدية عميقة، إضافة إلى احتمالات دائمة لانهيارات ثلجية قد تحدث دون مقدمات.

وتجذب القمة سنوياً عدداً كبيراً من المتسلقين المحترفين، إلا أن سجلها المرعب يحذر من خطورتها، فقد سُجلت أكثر من 240 حالة وفاة منذ مطلع القرن الماضي، بينما لا تزال جثث العديد من المتسلقين مفقودة حتى اليوم رغم التقدّم في تقنيات البحث.

حادثة تفتح جراح الماضي

يعيد الحادث الأخير إلى الواجهة المأساة التي وقعت في ديسمبر 2024 حين فُقد ثلاثة من المتسلّقين اثنان من الولايات المتحدة وواحد من كندا في الظروف نفسها تقريباً. 

وكان الأميركيان كيرت بلاير (56 عاماً) من كولورادو وكارلوس روميرو (50 عاماً) من كاليفورنيا من المرشدين المعتمدين في تسلق الجبال، 

ورغم خبرتهما الواسعة فقد اختفت آثارهما خمسة أيام قبل أن توقف السلطات عمليات البحث بعدما دلّت متعلقاتهم على أنهم سقطوا إلى هوّة قاتلة.

تحذيرات من تزايد المخاطر

يحذر خبراء الجغرافيا الجليدية من أن تغيّر المناخ قد يزيد من اضطراب طبقات الجليد في جبال الألب الجنوبية، الأمر الذي يجعل التسلق أكثر خطراً عاماً بعد عام.

تم نسخ الرابط